– سلوى العيدوني: عرفت ظاهرة الهجرة السرية بالبحر الابيض المتوسط خلال فصل الصيف الجاري وتيرة جد مرتفعة وغير مسبوقة، ومصحوبة بأعداد مهولة من الوفيات في صفوف المهاجرين السريين الهاربين من الظروف المعيشية الصعبة في بلدانهم أو من الحروب نحو البحث عن مستقبل أفضل بأوربا. وتبقى المنطقة البحرية في وسط البحر الابيض المتوسط التي تفصل بين ليبيا وايطاليا هي من النقاط السوداء في هذا البحر، حيث راح المئات من المهاجرين السريين غرقى ضحية المحاولات للوصول إلى أوروبا انطلاقا من ليبيا إلى ايطاليا. وتتعدد جنسيات المهاجرين الغرقى في هذه النقطة السوداء، ما بين ليبيين هاربين من جحيم الحرب الاهلية في ليبيا، ومهاجرين من دول جنوب صحراء افريقيا فارين من المجاعة والظروف الصعبة ببلدانهم، ومهاجرين سوريين تركوا سوريا بسبب الحروب الطاحنة القائمة بين عدة طوائف وجماعات هناك. وتتحدث المنظمات الحقوقية عن أرقام مهولة تصل إلى أزيد من 500 غريق من المهاجرين في موسم الصيف الجاري من ضمن مئات آخرين لقوا حتفهم بهذه المنطقة السوداء منذ بداية السنة الجارية، ومن المرشح أن ترتفع وتيرة القتلى فيما تبقى فيها من شهور. وسجلت هذه الاحصائيات أرقام ضعيفة جدا فيما يخص نقطة مضيق جبل طارق، التي تعد المنطقة الأقل مأساوية بخصوص غرق المهاجرين السريين، والأكثر أمنا بالنسبة لعملية الهجرة السرية نتيجة للقرب الجغرافي بين منطقة الانطلاق في شمال المغرب ونقطة الوصول بجنوباسبانيا. وإضافة إلى نقطة القرب، يبقى عامل نشاط البحرية الملكية المغربية والبحرية الاسبانية في مراقبة حركة الهجرة السرية بمضيق جبل طارق من بين أهم العوامل في عدم غرق أعداد كبير من المهاجرين السريين، وقد تم تسجيل انقاذ أزيد من 150 مهاجر سري بالمضيق خلال شهر غشت فقط.