لم تتمكن قوات الأمن العمومية من وضع حد لتجمعات المتظاهرين إلا في ساعة متأخرة من ليلة الأحد – الاثنين، بعد أن تركزت المواجهات بين الطرفين في أزقة حي "أرض الدولة" بمقاطعة بني مكادة التي بات المشهد فيها، حسب تعبير مجموعة من الذين عاينوا الأوضاع، إلى ما يشبه ساحة مواجهات في الأراضي الفلسطينية، نظرا لمشاهد التنكيل والقمع غير المسبوقين وكذلك إلى مشهد سيارة أمن أضرمت النيران فيها. وقد أسفرت هذه المواجهات التي استعملت فيها الحجارة والقنينات الزجاجية من جانب عدد من المتظاهرين ووجهت بالهراوات من طرف رجال الأمن، عن تسجيل أزيد من ثمانين حالة اعتقال أطلق سراح عدد كبير منهم ومعظمهم من النساء والفتيات في ساعة متأخرة من الليل. كما سجل أثناء المواجهات إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف عدد كبير من المتظاهرين من بينهم صحفي بجريدة محلية ذائعة الصيت وناشط معروف على الساحة النقابية بالإضافة إلى عدد من المواطنين الذين تعرضوا إلى التنكيل بمختلف أنواعه من طرف القوات العمومية.
كما أصيب في هذه المواجهات كذلك عدد من رجال الأمن، من بينهم رجل أمن تعرض لكسور وجروح وصفت بالخطيرة.
وكانت القوات العمومية، قد قامت بشكل غير مسبوق بإجهاض مسيرة "الإصرار على التغيير"، التي دعت إليها حركة 20 فبراير انطلاقا من ساحة التغيير في بني مكادة نحو حي كاسباراطا، حيث كان مقررا خوض اعتصام "إنذاري" جديد. حيث قامت الأجهزة الأمنية بمختلف أشكالها بتطويق ساحة التغيير ومنعت المتظاهرين من التجمع فيها مستخدمة في ذلك الهراوات ومختلف أشكال القمع.