– محمد سعيد أرباط : اعادت محاولة السطو المسلح الفاشلة لناقلة أموال بشارع مولاي رشيد صباح اليوم بطنجة، حادثة مماثلة في 22 فبراير 2013 عندما سطا شخصان على ناقلة أموال قرب أحد البنوك بالسلاح الناري ونهبوا كل ما كان في الناقلة من أموال. هذا الاسترجاع الذهني في الشارع الطنجاوي تصاحبه العديد من الاسئلة التي لا تزال أجوبتها عالقة إلى أجل غير مسمى، ومن بينها، هل يمكن أن يكون لصوص اليوم الذين حاولوا سرقة ناقلة الاموال هم لصوص ناقلة أموال سنة 2013 ما دام أن لصوص الامس لا زالوا أحرار؟. وفي حالة إذا لم يكن هؤلاء اللصوص مرتبطون بلصوص الأمس، فهل يعني أن طنجة أصبحت مرتعا للمجرمين الذين لا يخشون من استعمال السلاح الناري؟ وأن حادثة 2013 كانت هي البداية الحقيقية لمثل هذه الجرائم "الهوليودية"؟. وإذا كان السلاح اقتصر إلى حد الان استعماله في عمليات السطو لناقلات الأموال، فما الذي يمنع أصحابه في المستقبل أن يستعملوه في أي شيء ضد الابرياء؟ وقبل كل شيء، كيف دخل هذا السلاح إلى المدينة حتى أصبح في حوزة أشخاص قادرين على حمله والقيام بعملية سطو خطيرة مثل هذه؟. وفي انتظار الإعلان عن نوعية الرصاص الذي تم استخدامه في هذه العملية، فإن سكان مدينة طنجة، وغيرهم من باقي المواطنين في جميع أنحاء المغرب، الذين باتت أخبار مدينة البوغاز، تثيرهم، فإن يفترضون أمرين، كلاهما في غاية الخطورة. فإذا كانت نوعية الرصاص المستعمل في هذه العملية، هو نفسه الذي تم استعماله في العملية السابقة، فهذا يعني أن العصابة التي سبق لها تنفيذ عملية "فبراير 2013"، ما زال عناصرها يصولون ويجولون في مدينة طنجة ولما لا خارجها .. أما إذا كانت الأعيرة المستعملة هنا مختلفة، فهذا معناه أن بوابة طنجة، أصبحت مفتوحة في وجه مافيات ومجرمين مختلفين. أسئلة كثيرة طرحها المواطنون في الأمس، ثم نسي الجميع هذه الأسئلة، لكن اليوم تعود هذه الاسئلة إلى الظهور من جديد بشكل أكثر إلحاحا، فواقع طنجة أصبح مخيفا، والسلاح أصبح على بعد أمتار قليلة من أرواح المواطنين، فهل سيلقى المواطنون هذه المرة أجوبة شافية لها، أم أنهم سينتظرون نعمة/ نقمة النسيان مرة اخرى؟