– المختار الخمليشي: لا تنحصر أنشطة موسم أصيلة الثقافي الدولي، على مساهمات الكبار من الساسة والمثقفين والفنانين، لكن للصغار أيضا حضورهم الوازن في فعاليات هذا المنتدى، الذي يدنو من عقده الرابع، لكنه يصر كل سنة على التذكير بأن بدايته الأولى، كانت في قمة البساطة، ساهم فيها براعم صغار، هم اليوم في طليعة كبار الفنانين التشكيليين في المغرب والعالم العربي. فعلى مدى عشرة أيام كاملة، يحتفي "مرسم الطفل"، الذي يشكل أحد فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، بأعمال أطفال صغار، من خلال فتحه المجال أمامهم، ليسرحوا بخيالهم في عوالم الفن التشكيلي ويمتطوا صهوة الفن والإبداع في مختلف المجالات، تحت إشراف كل من الفنانين، المغربية كوثر الشريكي والبحريني علي حسين ميرزا. ويعتبر "مرسم الطفل"، بحسب الناقد الفني، فريد الزاهي، الذي سبق أن كتب أرضية عن هذه الورشة، بمثابة مشتل فني مستمر يضخ يضخ دماء جديدة في الجسد الفني لمدينة أصيلة، وفضاء يسهر على تجديد شبابها ومستقبلها، متيحا للاطفال فرصة استكشاف مواهبهم وقدراتهم الإبداعية. ويحفل سجل الفن التشكيلي في أصيلة، بأسماء مئات من الفنانين، الذين كانت بداية مشوارهم الفني في موسم أصيلة، وكانت كذلك بداية مشوار موسم أصيلة مع إبداعاتهم الفنية عندما كانوا أطفالا صغارا. ولعل من أبرز هذه الأسماء، الفنان مصطفى الحمزاوي، الذي تزخر فضاءات أصيلة بالعديد من أعماله التشكيلية. واليوم يواصل اطفال موسم أصيلة، إطلاق العنان لمخيلتهم الصغيرة، التي سرعان ما سيتمخض عنها لوحات تشكيلية تعبر عن أفق التفكير لدى هؤلاء المبدعين الصغار، الذين يثابرون على بناء مستقبل لهم في ساحة الفن التشكيلي، وبالتالي تكريس مقومات الاستمرار لموسم ثقافي دشنته إبداعات صغيرة قبل أن يتحول إلى واحد من أهم الملتقيات الثقافية والفنية والفكرية في العالم. وبين الفينة والأخرى، يزور عدد من الفنانين الكبار، فضاء قصر الثقافة، حيث يتم تأثيث اعمال فنية أفرزتها قريحة براعم الموسم عبر دواراته المتتالية .. أعمال فنية بلكمسات طفولية ربما تجعل العديد من هؤلاء الفنانين الكبار، يسرحون بذاكرتهم مستحضرين بدايتهم الأولى في عالم الفن التشكيلي، وبالتالي زادتهم يقينا أن هناك أشياء وأفعال مهما انحسرت بساطتها وصغرها، فإنه يمكن أن يتم صياغتها في حكاية تاريخية خالدة.