- متابعة (أصيلة): ما هي العلاقة الموجودة بين السينما والرواية ؟ هل الاقتباس الروائي يحول السينما إلى أداة فرجة ؟ وهل المخرجون المغاربة على دراية بالواقع الروائي من زوايا متعددة؟ أسئلة جوهرية ارتأت مدينة أصيلة أن تواكبها علها تجد ايجابية كافية للنهوض بهذا القطاع الحيوي. موسم أصيل في دورته السابعة والثلاثين، وفي إطار سلسلة ندوات جامعة المعتمد بن عبد الصيفية، اختار ندوة الفيلم والرواية في سينما الجنوب للإبحار في عالم الفن السابع من منطلق التعريف بمؤلفين وكتاب وكذا العلاقة بين هؤلاء لصياغة مضمون سينمائي حيوي يعيد للسينما المغربية وهجها وبريقها الذي يعتقد البعض انه تفتقده منذ سنوات . محمد بنعيسى الأمين العام لمنتدى أصيلة دعا في بداية هذه الندوة التي حضرها تلة من المخرجين والسينمائيين والكتاب المغاربة والأفارقة إلى تأسيس أولى لبنات منتدى عربي إفريقي امريكو لاثيني يعنى فقط بالمؤلفين والمخرجين السينمائيين وهي الدعوة التي أتى بها من منطلق الكشف عن دبلوماسية جديدة تمحي آثار التعاون السلبي في هذا المجال والقائم بين عدد من المهتمين بالمجال الفني . الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، التي احتضنها مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولي كانت أيضا مناسبة تم من خلالها كشف أساليب التعاون الفني خصوصا الكتابي والسينمائي ، واستطاع خلالها الأستاذ محمد نور الدين افاية وهو كاتب وأستاذ التعليم العالي تخصص الجماليات ، الإبحار في عالم العلاقة بين الرواية والسينما ، حيث تناول أبعاد العلاقة الخاصة بين العمل الروائي ومهنة الكتابة السينمائية ، من منبر تركيزه وحرصه الكبير على مناقشتها من زوايا تتعلق بالتخيل ما بين الرواية والفيلم وكذا الصورة واللغة ، ناهيك عن العابر عند مسالة المونتاج ودون إغفال الإشارة إلى الاقتباس الذي اسماه بالوفي للعمل النص الروائي . الأستاذ والكاتب افاية طرح أوجه التقارب بين الرواية والسينما وكل ما يتصل بالتخيل في هذا المجال ، كما أشار في معرض مداخلته إلى عدد من الأفكار التي من شانها البحث عن سبل ترسيخ الرواية في النطاق الفني المحترم لخصوصيات الكاتب الروائي خصوصا في مسالة الاقتباس والتي يرى انها من مكنونات نجاح العمل السينمائي . المخرجة المغربية فريدة بليزيد استطاعت خلال هذه الندوة تقريب المتتبعين من تجاربها الخاصة في هذا المجال ، حيث تناولت مختلف الأعمال السينمائية التي كانت وراء فكرة إخراجها انطلاقا من أعمال أدبية وروائية على الخصوص لكتاب عالميين ومن بينهم مغاربة ، ودعت بدورها إلى أن يكون المخرج قدر الإمكان وفيا للنص الروائي وهو الأمر الذي -حسب قولها- سيزيح ستار الاقتباس الغير المجدي من العمل السينمائي المغربي على الخصوص. من جهته الناقد والباحث السينمائي المغربي حمادي كيروم تناول بالتفصيل موضوع كان محور بحث قام به طيلة العشرين سنة خلت ، وهو البحث الذي ركز من خلاله على مفاهيم ثلاثة أبرزها مفهوم الأدبية ، والسينماطوغرفية ، ومفهوم علم الاقتباس كحرفة مهنية، كما تناول العلاقة بين السينما والرواية والتي كانت السبب الرئيسي في ظهور الأخيرة منذ القرن التاسع عشر .