– متابعة (أصيلة): لم يقتصر موسم أصيلة الثقافي الدولي، المنظم ما بين 24 يوليوز و9 غشت الجاري تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، على تنظيم ندوات فكرية بل تجاوزها، على جاري عادته كل سنة، إلى تنظيم عروض موسيقية وغنائية، شكلت مكونا أساسيا ضمن أجندة هذا الموسم الثقافي. ففي هذا الإطار، عاش جمهور موسم أصيلة، مساء الثلاثاء الأخير، مع عرض فني بهيج قدمه جوق الفنان المرحوم محمد العربي التمسماني، برئاسة الفنان محمد الإكرامي، حيث أذهلت هذه الفرقة الموسيقية القادمة من مدينة تطوان، بعزف على مقامات متعددة من بينها ميزان بطايحي الإصبهان. وشكلت هذه السهرة الفنية، بالنسبة للجمهور العريض الذي حج من داخل أصيلة وخارجها إلى مكتبة الأمير بندر بن سلطان، سفرا حقيقيا في عوالم من الطرب الأصيل، في لحظات وصل مع زمن الأندلس. وقبل ذلك بيومين، كان جمهور موسم أصيلة، قد عاش أجواء أمسية فنية راقية، أحيتها الفنانة الملتزمة، سلوى الشودري، القادمة هي الأخرى من مدينة تطوان، بباقات من الأغاني والقصائد التراثية، المستلهمة من قصائد كبار الصوفية، كأبي الحسن الشاذلي والششتري ورابعة العدوية وكعب بن زهير، وغيرهم. ووسط جو روحاني مهيب، أعلن جمهور أصيلة، من خلال تجاوبه مع أداءات هذه الفنانة التطوانية، عن ذوقه الرفيع وتعلقه بالتراث الصوفي الذي يشكل أحد روافد الهوية المغربية الأصيلة. صوت الفنانة التطوانية الدافئ، وعلى أنغام فرقة الهلال الموسيقية، رحل بجمهور موسم أصيلة، إلى عوالم صوفية وروحانية، حيث طغى على جنبات قاعة مكتبة الأمير بندر بن سلطان، هدوء آسر، وصدح صوت سلوى الشودري بنفحات روحية. ويحمل برنامج السهرات الموسيقية في موسم أصيلة، المزيد من السمر التراثي، من خلال حضور ثلة أخرى من الفنانين والفرق الفنية، حيث من المرتقب أن تؤثث كل من الفنانة إحسان الرميقي، وفرقة الحضرة الشفشاونية برئاسة الفنانة رحوم البقالي، ومجموعة أهل أصيلة للمديح والسماع تحت إشراف الفنان الواعد عماد غيلان، وفرقة ثلاثي العود المغربي، سهرات هذا المنتدى.