في واحدة من أمسيات موسم أصيلة الثقافي الدولي المتواصلة فعاليات دورته الخامسة والثلاثين، أبانت الفنانة المغربية الأصيلة، إحسان الرميقي، بمصاحبة فرقتها الفنية "زمن الوصل"، مساء يوم الأحد، عن تألق كبير ، عندما أبدعت في أداء باقة من القصائد التراثية والموشحات العربية. فبصوت شجي، افتتحت الفنانة إحسان الرميقي هذه السهرة التي عرفت توافد اعداد غفيرة من عشاق الطرب الأصيل، إلى فضاء قاعة مكتبة بندر بن سلطان، بواحدة من أشهر خالدات الموشحات الدينية، قصيدة "المنفرجة" لناظمها أبي الفضل ابن النحوي الذي عاش خلال الفترة ما بين القرنين الخامس والسادي الملاديين. وواصلت الفنانة المغربية التي ترعرعت بين احضان ليالي الشعر والطرب الأصيل بمدينة القصر الكبير، إمتاعها لجمهور السهرة، بأداء المقطوعة الاندلسية الشهيرة "لما بدا يتثنى"، التي ألفها الموسيقار الأندلسي العظيم زرياب، لامست من خلالها وجدان جمهور الموسم الثقافي الذي برز تجاوبه مع كلماتها المرفقة بالنغمات العذبة المؤداة من طرف فرقة التخت العربي برئاسة الفنان التهامي الفلالي بلحوات". ولم تتوقف هذه السهرة الفنية الكبيرة عند مأثورات الموشحات القديمة، بل آبت الفنانة إحسان، إلا ان تجعل لموشحات الزمن الجميل، مساحة مهمة في هذه الامسية، فكانت رائعة "يا مسافر وحدك" للمطرب الراحل محمد عبد الوهاب ، و"سيبوني لحالي" لمطرب الملوك صباح فخري، إلى جانب موشحات وقصائد متنوعة في هذا الجانب. وتجدر الإشارة، إلى أن فرقة "زمن الوصل"، هي من المجموعات الرائدة في الساحة الفنية الوطنية التي اكتسبت إشعاعا دوليا، في ظرف عشر سنوات من تأسيسها، بفضل تفانيها في حفظ واداء الأدواروالموشحات بمنهجية وأكادمية، بل واجتهدت في إيجاد القواسم المشتركة بين النوبات الشرقية والمغاربية. هذا وسيكون لجمهور موسم أصيلة، مواعد مع مجموعة من الأمسيات الفنية المنوعة، يحييها فنانون ومجموعات على غرار ماك شوباند برئاسة الشيخ ماك فاي (السينغال)، وماريانا كولادو مع فن الفلامينكو (إسبانيا)، و راوكياو وكوكا روزيتا في فن الفادو من البرتغال، ومجموعة أهل أصيلة للمديح والسماع، وفرقة المعهد الموسيقي لمدينة طنجة بقيادة الشيخ أحمد الزيتونيوليلى المريني ومحمد محسن الزكاف وجوق شباب تطوان للموسيقى الأندلسية بقيادة فهد ابن كيران.