- وكالات : مع نهاية رمضان، وبعد أن تعود جسم الصائم على نمط غذائي معين وتوقيته، وتعود الجهاز الهضمي على الراحة نهارا والعمل ليلا، أكد خبراء التغذية على أهمية عدم التغيير المفاجئ في الغذاء. وشدد الخبراء على أهمية حفاظ الصائمين على العادات الغذائية التي اكتسبوها على مدى الشهر الكريم، وذلك لأن الجسم يكون قد تعود على مستوى معين خلال الشهر من التفاعلات البيولوجية والفيزيولوجية والبيو كيمائية والهرمونية والأنزيمية، على مستوى الجسم ككل، خاصة مع تناول الطعام طوال الشهر بوتيرة واحدة في وجبتين فقط. وحذر خبراء التغذية من أن التغيير المفاجئ والشديد لهذه العادات خلال العيد قد يترك آثارا ضارة للإنسان، نتيجة ارتباك عملية الهضم وإجهاد المعدة بالتهام الأنواع المتعددة من حلوى العيد المحتوية على كميات هائلة من الدهون والسكريات. ولذلك ينصح خبراء التغذية بالانتقال السليم والسلس من مرحلة الصوم إلى مرحلة ما بعد رمضان، أي بالتغيير التدريجي في تناول الوجبات الغذائية، تلافيًا لما قد يحدثه التغيير المفاجئ من تحميل الجهاز الهضمي عبأً ثقيلا من العناصر الغذائية غير المعتادة لديه على مدى الشهر. وأن يتم هذا التغيير بعد رمضان على مراحل عدة تبدأ بالاستعداد نفسيا ثم الاستيقاظ مبكرا يوم العيد، مع تناول وجبة فطور مبكرة، وكلما تم التبكير بوجبة الفطور، كان ذلك افضل. ويشير الخبراء إلى ضرورة أن تكون وجبة فطور يوم العيد قليلة المنبهات، لتفادي حرقة المعدة، وأن تكون قليلة الحلويات والمملحات والعصائر ذات السكر المضاف، وأن تكون باقي وجبات العيد متوازنة ومحتوية على جميع العناصر الغذائية، مع عدم الإسراف في كعك العيد (عدم تجاوز 3 كعكات يوميا للشخص السليم صحيًا، حيث تحتوى الواحدة منها في المتوسط على 250 سعرة حرارية، علمًا بأن الشخص البالغ يحتاج إجمالاً إلى حوالى 2000 سعرة حرارية يوميًا)، أما مرضى السكري فيمكنهم تناول كميات محددة من الكعك، مع تنظيم مواعيد وجرعات الأدوية والأنسولين بمعرفة الطبيب. وينصح الخبراء أيضا بالإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على الألياف كالخس والجرجير وغيرها، لقدرتها على امتصاص المواد الدهنية والمساعدة في تنظيم حركة القولون. وعلى مرضى الكبد عدم تناول حلوى العيد لعدم قدرة الكبد على إفراز المادة الصفراء التي تساعد على هضم الدهون، و يمكن عمل كعك بمواصفات صحية تصلح لمرضى الكبد أو الحالات المرضية الأخرى بحيث يراعى فيها إدخال مكونات إضافية لعجين الكعك، مثل مبشور الجزر أو مبشور البرتقال، بما يقي من التأثيرات السلبية على صحة المريض. أيضا أوصى الخبراء بتغيير تدريجي في أوقات وجبات الفطور والغداء، إلى جانب تناول وجبات صغيرة ومتفرقة طيلة اليوم، وتناول وجبات من الخضر والفواكه، لما تحتويه من فيتامينات واقية ومعادن بناءة وألياف غذائية مهمة، كما أنها تعمل على امتصاص الزائد من الدهون والكوليسترول والسكريات.