“ضربني وبكى وسبقني وشكى”، لن يكون مثل عربي افضل منه لينطبق على ممثلي رابطات سوق “كسبراطا”، الذين التأموا مؤخر في اجتماع مع عمدة مدينة طنجة محمد البشير العبدلاوي، تم خلاله “مدارسة وضعية هذه السوق والاكراهات التي يواجهها مهنيو وتجار القطاع”، كما جاء في بلاغ للجماعة. لقاء ممثلي هذه الرابطات مع مسؤولي جماعة طنجة، يعرف الجميع انها مجرد “محاولة لتغطية الشمس بالغربال”. إذ ان المشاكل المزمنة التي يعيشها سوق “كسبراطا”، هي نتيجة حتمية لسلوكات عدد من التجار الموزعين على هذه الهيئات المهنية، الذين يصرون على عرقلة اي مسعى لتنظيم الفضاء العام. وتكفي جولة سريعة في مختلف هذا السوق الذي يعتبر أكبر المنشآت السوسيواقتصادية في مدينة طنجة، ليتبين حجم الفوضى المنتشرة في مختلف جنباته، حيث ان اغلب ارباب المحلات التجاربة يعمدون الى احتلال مساحات اكبر من المسموح لهم، ما يجعل الجولان في السوق أمرا في غاية الصعوبة، ويدفع العديد من المتسوقين للنفور من هذا السوق صوب المراكز التجارية العصرية التي توفر ظروف تسوق مريحة. لا تقتصر فوضى “التجار المهيكلين” في كسبراطا على نطاق السوق وامام محلاتهم التجارية، بل إن مشكلة ظاهرة الباعة المتجولين التي يشتكي منها كثيرا هؤلاء التجار، لهم يد طويلة فيها. وأصبح محيط السوق فضاء يعتمد عليه هؤلاء التجار لتسويق بضائعهم من خلال احتلال الملك العمومي عبر اشخاص يعملون لحسابهم، حتى باتت الكثير من المساحات العمومية بالشارع المحاذي للسوق امتدادا لعدد كبير من المحلات التجارية.