– عصام الأحمدي: لم تمر سوى أيام قليلة على تنفيذ قرار إجلاء المهاجرين المنحدرين من جنوب الصحراء الإفريقية عن حي "العرفان"، حتى وجد هؤلاء المهاجرون أنفسهم أمام أمر آخر بالإفراغ، هذه المرة من باحة بعض الكنائس التي لجأوا إليها طلبا للحماية والمساعدات الاجتماعية، بعدما ضاقت هذه المؤسسات بالأعداد الكبيرة منهم. وفي الوقت استمر فيه تدفق المهاجرين جنوب صحراويين، على باحات مجموعة من الكنائس، على رأسها الكنيسة الكاتدرائية بحي "إيبيريا" والكنيسة الكاثوليكية بحي "سوق د برا"، اضطر مسؤولو هذه المؤسسات إلى إشعار الملتجئين إليهم بعدم قدرتهم على الاستمرار في إيوائهم ومساعدتهم، وأن على الجميع المغادرة في غضون الساعات المقبلة. ولم تستبعد مصادر مطلعة، إمكانية طلب القيمين على الكنائس المذكورة، تدخل الأجهزة الأمنية المغربية، لإخلاء فضاءات باحاتها من المهاجرين المحتمين بها، الذين وفدوا عليها بكثافة من المناطق الغابوية، بعد إجلائهم من حي "العرفان" يوم الأربعاء الماضي. وتشير نفس المصادر، إلى أن أعداد المهاجرين الوافدين على مختلف الكنائس، قد تجاوز الطاقة الاستيعابية للمرافق التي تهتم بتقديم المساعدات الاجتماعية، لافتة أن المهاجرون الحاملين لجنسية كاميرونية، يتصدرون أعداد هؤلاء الأشخاص اللاجئين بنسبة تصل إلى 90 في المائة. وكانت أعداد غفيرة من المهاجرين جنوب صحراويين، قد استبقت تدخل السلطات المحلية بحي "العرفان"، الأربعاء الماضي، بتنظيم عملية رحيل جماعي نحو ضواحي مدينة طنجة، غير أن الظروف الصعبة من الناحية الأمنية والاجتماعية، دفعتهم رفقة نسائهم وأطفالهم، إلى طلب الحماية بالكنائس وبعض المؤسسات التابعة للبعثات الديبلوماسية الأجنبية. وحسب ولاية طنجة، فإن السلطات المحلية، كانت قد أجلت نحو 400 مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء، من 85 منزل بحي "العرفان"، كانوا يحتلونها بصورة غير شرعية، وقامت بترحيلهم إلى وجهات مختلفة من مناطق المملكة على متن 16 حافة، دون تحديد هذه الوجهات.