– متابعة: تواصلت عمليات إخلاء المنازل والشقق المحتلة من طرف المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية، في حي "العرفان" بمنطقة بوخالف في طنجة، دون تسجيل أي مناوشات أو أعمال عنف من طرف المهاجرين. وبالرغم من تسجيل حالات اعتراض بعض المهاجرين على قرار إجلائهم عن المنازل، إلا أن العناصر الأمنية المكلفين بالعملية، استطاعوا إقناعهم باستحالة استمرار احتلالهم غير المشروع لمساكن الغير. ولم تخلو العملية من مشاهد إنسانية مؤثرة من قبيل حالات مجموعة من النساء اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على مغادرة المنازل التي كانت تاويهن رفقة أطفالهن. ولم تشمل عملية إفراغ المحلات السكنية في حي "العرفان"، جميع المهاجرين الذين يقطنونها، حيث أدلى بعض الأشخاص بما يثبت أحقيتهم القانونية في استغلال المحلات السكنية بموجب عقود كراء مع أصحابها الأصليين، وهو المسوغ الذي شفع لهم بتجاوزهم من طرف رجال السلطة والأمن، رغم إيوائهم لبعض الأشخاص غير المتوفرين على وثائق الإقامة القانونية. العناصر الأمنية، وخلال مباشرتهم لعمليات إجلاء محتلي شقق حي "العرفان"، عثروا في حوزة مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين، على معدات إبحار، ضمنها ثلاثة قوارب، تم حجزها في انتظار إحالتها على المصالح المختصة. سكان حي "العرفان"، تنفسوا الصعداء إزاء هذه الخطوة التي نفذتها السلطات المحلية، وعبروا عن ارتياحهم لإجلاء المهاجرين عن حيهم بعد سنوات من المعاناة مع التصرفات غير القانونية لأفراد من المهاجرين. ويعتبر "عمر"، وهو شاب في أواسط العشرينات، من قاطني حي العرفان، أن هذا اليوم يشكل بداية لحياة جديدة في الحي، فبعد سنوات من الاحتقان الاجتماعي والشعور بانعدام الأمن، فاليوم يعتبر نهاية كابوس حقيقي. من جهته، أبدا "عبد الرحمن"، هو الآخر ارتياحه لإجلاء المهاجرين جنوب صحراويين من حي "العرفان"، معتبرا أن سكان الحي يمكنهم الآن أن ينعموا بحياة آمنة، بعيدا عن الفوضى التي كان يسببها بعض المهاجرين. غير أن حالة الارتياح التي يعبر عنها سكان حي "العرفان"، تقابل مشاعر ألم وحزن عميقين في صفوف المهاجرين الذين تم إجلاؤهم من الحي، فهم اليوم مقبلون على معاناة اجتماعية قاسية، تنضاف إلى معاناة الغربة التي يعيشونها بعيدا عن بلدانهم الرازحة تحت أتون الحروب والفقر والمجاعة. وبنبرة باكية، تفصح "كرستين"، مهاجرة كاميرونية، عن قلقها مما تخبئها لها الأيام المقبلة، بعد مغادرتها للمنزل الذي كانت تقطنه، على إثر صدور تحذيرات سلطات ولاية طنجة، بضرورة مغادرة جميع المحلات السكنية المحتلة بصورة غير قانونية. وقالت "كريستين"، وهي تضم بين يديها رضيعا في الشهور الأولى من العمر، أن ما ينسب إلى المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، من تصرفات غير قانونية، أمر غير صحيح. "فعلا هناك استثناءات .. هناك أشخاص سيئين بيننا، لكن هذا لا يعني أن ما يقال عنا جميعا صحيح"، تستدرك ذات المهاجرة الكاميرونية. وبدأت السلطات المحلية بمدينة طنجة، منذ ساعات الصباح الأولى، عملية إجلاء للمهاجرين غير الشرعيين عن منازل يحتلونها بحي "العرفان"، وقامت بترحيلهم نحو مدن مختلفة، بينما استبق مهاجرون آخرون تدخل السلطات، وغادروا المنازل التي كانوا يقطنونها نحو مناطق غابوية في ضواحي مدينة البوغاز