– متابعة: تم أمس الخميس بميناء الجزيرة الخضراء الإسباني، بيع أربعة بواخر مغربية بأسعار تسيء لسمعة المغرب، إذ رغم أن كلفة شرائها وتحديثها وتجهيزها بمحركات ومعدات جديدة بلغ حوالي 55 مليون دولار أمريكي فإن سعر البيع الذي نقلته الصحافة الإسبانية كان أقل من 2 مليون أورو. وبعد أن كان من المرتقب أن يتراوح سعر البيع بين 200 و 210 دولار للطن، فإن الصفقة رست على أسعار حددت قيمة ابن بطوطة في 1.27 مليون أورو والبناصا في 765 ألف أورو والمنصور في 702 ألف أورو والبوغاز في 450 ألف أورو ومعلوم أن هذه البواخر التي بيعت ب "الخردة" بأسعار تقل عن 200 دولار للطن، كانت تعمل في إطار نقل المسافرين بين ضفتي مضيق جبل طارق، بعد أن فقدت قيمتها صار محكوم عليها بأن تنقل إلى أوراش تحطيم البواخر بتركيا. وتشمل عملية البيع بواخر ساهمت بشكل كبير في نقل الجالية المغربية حيث كانت الشركة المالكة "كوماريت" تنقل سنويا حوالي مليون مسافر، في حين كانت شركة "إي إم تي سي" العاملة في النقل البحري للمسافرين والبضائع تنقل حوالي 700 ألف مسافر في السنة. البواخر الأربعة السالفة الذكرالمملوكة سابقا لشركة كان يسيرها عمدة طنجة السابق، سمير عبد المولى، كانت تشغل حوالي 600 مغربي من مجموع 1500 مستخدم كانت تشغلهم كوماريت، ومنذ أن توقفت بواخر الأسطول المغربي ، الواحدة تلو الأخرى، عن مزاولة نشاطها، صارت البواخر الإسبانية والإيطالية تحتكر السوق وتفرض الأسعار التي تساير منطقها التجاري المبني على الجشع، إذ أسفر إفلاس الأسطول المغربي عن رفع أسعار عبور المسافر الراجل بين الجزيرة الخضراء وطنجة إلى حوالي 36 أورو، وهذا السعر مرشح للارتفاع بشكل صاروخي بعد شهر رمضان حيث يرتقب استقبال الجالية المغربية بالخارج بأعداد قد تفوق بكثير العدد المسجل خلال موسم العبور السابق والجدير بالذكر أن عملية البيع تأتي تنفيذا لحكم قضائي بعد عجز الحكومة عن التوصل مع المجهزين المغاربة إلى حلول تنقذ الأسطول المغربي من مخاطر الإفلاس التي واجهته منذ الشروع في تنفيذ مقتضيات التحرير دون أن يكون ذلك مصحوبا بإجراءات إعادة التأهيل التي سبق الوعد بها.