- جمال الصغير: استفحلت بشكل كبير، ظاهرة زحف الأسواق العشوائية على المساجد، تزامنا مع الصلوات الخمس، وتزداد حدتها بالخصوص مع شعائر يوم الجمعة، الذي يستغله مجموعة من الباعة المتجولين، لتحويل محيط المساجد إلى أسواق تعرض فيها جميع أنواع المعروضات، من خضر وفواكه وملابس. حي الجيراري بمقاطعة بني مكادة، وتحديدا تجزئة بلخيري 1، حيث يتواجد مسجد الإمام نافع، المعروف أكثر لدى ساكنة المنطقة ب"جامع الأربعين"، كان اليوم الجمعة، كباقي الجمع الأخرى، أحد الفضاءات التي احتلها الباعة المتجولون، غير أن الظاهرة، حسب العديد من المواطنين، عرفت تناميا كبيرا في الآونة الأخيرة، بعد أن تحول المكان إلى سوق يومي للسمك والخضر والفواكة. ويقول "حمزة المساوي"، أحد سكان المنطقة، أن ظاهرة الباعة المتجولين في محيط "جامع الأربعين"، بدأت بتواجد بائعي الزيت والتين والملابس الداخلية والعبايات، بموازاة مع صلاة الجمعة من كل أسبوع، لكن الأمر سرعان ما اتسع بشكل كبير ليأخذ شكل احتلال صارخ للأرصفة والشارع، بكل ما يصاحب ذلك من فوضى وصراخ وتلوث وأذى للسكان ومنازلهم التي كانت قبل هذا في أمان لا تسمع من الأصوات غير آذان المسجد وقت الصلاة. وفي نظر "المساوي"، الذي تحدث ل"طنجة 24"، فإن مسؤولية هذا الوضع تتحملها السلطات المحلية، ممثلة في الملحة الإدارية 17، التي لا يقوم قائدها بأي دور لاحتواء هذه الفوضى السائرة في طريق النمو. يتابع "المساوي" حديثه، وهو يشير إلى كميات من الخضر والفواكه المتراصة فقبالة مدخل المسجد، الذي يعتبر أحد أكبر مساجد مدينة طنجة، لافتا إلى أن مسجد الإمام نافع يضم في طابقه الأرضي على سوق نموذجي، بُني حتى يكون سوقا منظما، ويمكنه احتضان هذه التجارة، وتخليص المكان مما يعانيه اليوم من تسيب. وتعليقا على موضوع البيع والتجارة في محيط المساجد، يرى الدكتور عبد الله عبد المومن، أستاذ الدراسات الأصولية والاجتهادية بجامعة القرويين، انه من باب الإجلال لمقام الشرع، يجب الفصل بين بيوت الله وأسواق التجارة لأمور من بينها أن أطهر الأماكن على وجه الارض هي بيوت الله والواجب تشريفها. ومن الامور التي تستوجب كذلك، الفصل بين فضاءات البيع والتجارة والمساجد، حسب الدكتور عبد المومن متحدثا لصحيفة "طنجة 24 " الإلكترونية، أن اجتماع البيع بأبواب المساجد ذريعة الى الاشتغال والانشغال وهذا سر النهي عن البيع وقت الجمعة. إضافة إلى لأن الاسواق ومواطن البيع والشراء هي شر البقاع لما يحصل فيها من البخس والحلف والكذب وفي الامر نصوص شرعية. وبشكل عام، يؤكد الدكتور عبد المومن، ضمن تصريحات لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، إن المساجد في الاصل بيوت الله، أمر الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه عز وجل، وأن البيع داخلها والعقد عليه فيها من التجارة الكاسدة في الشرع وصاحبها آثم، كما أن ما تثير عمليات البيع من كثرة التجمعات التجارية خارجها خصوصا في يوم الجمعة، "فقد نهى الشرع عن البيع وقت النداء وذهب الفقهاء مذاهب في فسخه وإثم صاحبه".