– غزلان اكزناي (صور زكرياء العشيري): ما يزال المركز الجهوي لتحاقن الدم بطنجة، يعيش على وقع أزمة حادة نتيجة النقص الكبير في مخزون الدم، بسبب تراجع عدد المقبلين على عملية التبرع بدمائهم، في وقت يعرف ارتفاعا في معدل حوادث السير، وزيادة في أعداد مرضى القصور الكلوي وأمراض مزمنة أخرى تجعلهم في أمس الحاجة إلى هذه المادة الحيوية. ويدق مسؤولو المركز، ناقوس الخطر إزاء هذا الخصاص الحاصل من حيث وفرة وحدات الدم المتوفرة، الذي ينذر بحدوث ما هو أسوء، خصوصا مع إقتراب شهر رمضان الكريم الذي يشهد تسجيل أقل المعدلات خلال السنة، نظرا لتفضيل نسبة كبيرة من المواطنين تأجيل عمليات التبرع إلى ما بعد هذه الفترة. ويوضح سمير الخمليشي، مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بطنجة، أنه بالرغم من الحملات التي تقوم بها المؤسسة لدعوة المواطنين للتبرع بالدم، فإن المردودية تظل متواضعة، مما يجعل مخزون الدم المتحصل عليه بالكاد يسد الحاجيات المطلوبة. ويضيف الخمليشي ضمن تصريحات لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أنه ومع اقتراب شهر رمضان تقل نسبة عدد المتبرعين، "الشيء الذي يجعلنا في حاجة ماسة إلى رفع محتوى الدم الموجود بالمركز". ويكشف المتحدث، أن المركز سينظم برنامجا خلال حملة في شهر رمضان خصوصا بعد صلاة التراويح، لدعوة المواطنين للتبرع بهذه المادة الحيوية، داعيا المتبرعين للمشاركة بكثافة في هذا العمل الإنساني. من جهتها تحدثت سيدة ل"طنجة 24"، مع عدم الرغبة في تسمية هويتها، قائلة أنها "تعاني من القصور الكلوي، وعندما لجأت إلى المركز فوجئت بخبر نقص الدم في مخزونه مما أدى إلى تأجيل موعدها لتزويدها بهذه المادة الحيوية". وتهيب هذه السيدة، بعموم المحسنين و"أهل الخير والإحسان"، إلى القيام بعمليات تبرع بدمهم، من أجل إنقاذ حياة المرضى المحتاجين لهذه المادة الحيوية، " لما لهذا العمل من أجر وثواب عظيمين عند الله تعالى"، حسب ما حاولت السيدة المتحدثة بثه لجميع المواطنين. الخصاص الحاصل في مخزن المركز الجهوي لتحاقن الدم بطنجة، كان الدافع للشاب "محمد رضا الطريبق"، إلى المجيء إلى مقر المؤسسة من أجل التبرع بدمه بالنظر إلى حاجة الكثير من الناس لهذه المادة الحيوية، بحسب ما أكده في حديث له مع الجريدة، قبل أن يضيف داعيا جميع الشباب إلى المبادرة إلى هذا العمل الإنساني الخيري. التبرع بالدم عمل انساني نبيل، يساهم في انقاذ حياة آلاف المرضى، فكل وحدة دم تتبرع بها، ستساهم في إنقاذ حياة أربعة أشخاص أو أكثر هم بحاجة الى الدم أو أحد عناصره مثل( كريات الدم التى لا تتعدى صلاحيتها 42 يوما، و الصفائح الدموية التي لا تتجاوز خمسة أيام، و البلازما المستمرة صلاحيتها لسنة كاملة. كما أن لنقل الدم فوائد عديدة، فهو شهادة تدل على سلامة المتبرع الصحية، و مساعدة لتنشيط نخاع العظم في انتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسيجين الى أعضاء الجسم الرئيسية كالدماغ الذي تساعده عملية التبرع على التركيز و النشاط في العمل و عدم الخمول. وفي هذا الإطار، يؤكد الدكتور سمير الخمليشي، أن عملية التبرع بالدم لها فوائد عديدة على القائم بها، أقلها استفادته من العديد من المكتسبات، ضمنها تحاليل مجانية للتأكد من سلامته من العديد من الأمراض المعدية. ويشير الدكتور الخمليشي، أن قبول مبادرة أي مواطن للتبرع بالدم، لا تتم إلا بعد التأكد من قدرته على ذلك وسلامته من بعض العوارض الصحية، من طرف طبيب مختص في مجال تحاقن الدم، مشددا على أن عملية التبرع بالدم لا تشكل أي خطورة على المبترع. تجدر الإشارة إلى أن جمعية اسبانية زودت مدينة طنجة بشاحنة متنقلة تساعد على الترويج للتبرع بالدم، بيد أنها نقلت الى مدن أخرى كسيدي قاسم و سيدي سليمان و الرباط.