يمثل الاحتفاء باليوم الوطني للتبرع بالدم باعتباره عملا إنسانيا تضامنيا ومواطنا ، فرصة للتعبير عن الامتنان والتقدير لتلك الفئة المواظبة على التبرع بدمائها حفاظا على مخزون بنوك الدم بالمغرب ومحطة للتأكيد على ضرورة إعطاء الأولوية لضمان الحد الأدنى من الحاجيات المستجدة للدم. وغني عن التذكير أن التبرع بالدم وسيلة لمساعدة الآلاف ممن هم في حاجة ماسة إليه خاصة المصابين بأمراض القصور الكلوي وسرطان الدم والهيموفيليا أو الواقعين في حكم الحاجة نتيجة التعرض للإصابة في حوادث السير. ومن هذه الزاوية يعمل المركز الوطني لتحاقن الدم على سد الخصاص المسجل لدى المستشفيات والمراكز الصحية بالمملكة خاصة في ظل مواجهتم اليومية للحاجات المستجدة للدم بغية إنقاذ حياة العديدين. ويهدف المركز الوطني لتحاقن الدم الذي يتألف من 16 مركزا جهويا و13 بنكا لتخزين الدم و24 فرعا لاستقبال التبرعات ، إلى تحقيق اليقظة على مستوى توفير الحاجة من الدم على المستوى الوطني وتنظيم سياسة التبرع بالدم بالمغرب والتشجيع عليها. وأشار مدير المركز الوطني لتحاقن الدم بمناسبة اليوم الوطني للتبرع بالدم، إلى أن عدد المتبرعين ضعيف مقارنة بتوصيات المنظمة العالمية للصحة التي تعتبر واحد في المائة المعدل الضروري لضمان الحد الأدنى من الحاجيات المستجدة للدم. كما أثار المدير الانتباه إلى النقص الحاد من مخزون الدم المتبرع به والذي شهدته مؤخرا بعض المراكز الصحية ما شكل بالنتيجة تهديدا للحد الأدنى من الكفاية الواجب توفرها من هذه المادة لمواجهة الحالات المستعجلة. وبحسبه فقد حدد المغرب ما بين2011 و2012 نسبة 2 في المائة كمعدل ينبغي إدراكه لتوفير مخزون معقول يكفي للاستجابة للحاجيات المستجدة خلال 15 يوما. وفي ما يتعلق بالتحسيس، قال مدير المركز الوطني لتحاقن الدم إنه « يتوجب على جميع شركاء المركز الانخراط في هذا المسلسل, كما ينبغي أن يعني ذلك الجميع وبدون استثناء» مضيفا أن «المواطن يستجيب على نحو إيجابي لحاجيات المركز وهو ما مكنه من جمع 226 ألفا و825 كيسا من الدم المتبرع به خلال 2010 . وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن حاجيات 18 في المائة من ساكنة العالم تستنفد 60 في المائة من العرض العالمي فيما تبقى82 في المائة من هذه الساكنة بدون تغطية معقولة لحاجياتها من الدم المتبرع به.