يحتاج المغرب سنويا إلى ما بين 150 و180 ألف متبرع بالدم من أجل تلبية الخصاص الحاصل في احتياجات الدم على الصعيد الوطني، في حين لا يتجاوز عدد المتطوعين للتبرع بالدم 90 ألف متبرع تلقائيا، عبر مختلف مراكز تحاقن الدم بالمغرب، مما يضطر إلى استكمال الحاجيات عن طريق التبرع التعويضي، حسب ما صرح به الدكتور عزيز مشهوري، عضو الجمعية المغربية لتحاقن الدم، وهو ما اعتبره أمرا يحتاج إلى المزيد من التوعية من أجل تشجيع المواطنين على التبرع. وأضاف مشهوري أن المغرب يحتاج إلى نسبة تبرع ما بين 1,5 و2 بالمائة من الساكنة سنويا، حسب إحصاء المنظمة العالمية للصحة، على اعتبار أن المغرب لم يصل بعد إلى مستوى متطور في القطاع الصحي، وكلما تطور الطب في بلد ما كلما كانت نسبة الحاجيات من الدم أكبر. وفي السياق نفسه؛ أكد مشهوري أن المراكز تكثف حملاتها في فصل الصيف، على اعتبار أن الفصل يشهد تزايدا للحاجة إلى الدم، بفعل تزايد حوادث السير، وانتشار الجريمة التي تخلف أرقاما أكبر من سابقتها خلال فصول السنة الأخرى، غير أن إقبال الناس على الاستجابة لهذه الحملات يبقى محدودا بسبب انشغال الناس بالتمتع بالصيف، وهو عزوف غير مقصود حسب المتحدث نفسه، لكن نتائجه تكون حرجة في بعض الحالات خاصة الحالات الطارئة، فتلجأ المراكز الجهوية إلى البحث عن كمية الدم المراد من أجل سد الخصاص عبر الاتصال بمراكز من خارج الإقليم، وهو ما يصطلح به التكافل بين المراكز الجهوية، أو عن طريق التبرع التعويضي الذي تضطر فيه عائلة المريض إلى دفع توفير الدم للمريض في حالة نفاذ المخزون من المراكز. ومن أجل تفادي عملية التبرع التعويضي التي تتزايد وثيرتها في فصل الصيف بشكل خاص بسبب تزايد الحوادث، تلجأ المراكز الجهوية إلى حملات التوعية من أجل تشجيع عملية التبرع التلقائي، غير أن الإقبال على التبرع يظل محدودا حسب ما صرح به الدكتور زاهر عبد اللطيف، عضو جمعية المحيط للتربية والتبرع بالدم، بمدينة الجديدة، والذي أكد أن الجمعية تقوم بحملة مفتوحة على شاطئ الجديدة، طيلة أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع من السادسة مساء إلى غاية الحادية عشر ليلا، غير أن الإقبال يظل ضعيفا، وأن أغلب المتبرعين ينتمون إلى الجالية المغربية المقيمة بالخارج. ويذكر أن عدد المتبرعين بالدم بلغ سنة 166 ,2005 ألفا و210 متبرعا، 63 بالمائة منهم متطوعون، في حين ارتفع عدد المتبرعين سنة 2006 إلى ما يناهز 168 ألفا و613 متبرعا، يمثل المتطوعون منهم 70 بالمائة. وفي إطار العمل على سد الخصاص من الدم، ارتفع عدد وحدات مراكز الكريات الحمراء الموزعة على مختلف التراب الوطني من 131 ألفا و347 مركزا سنة ,2005 إلى 141 ألفا و 344 مركزا سنة .2006 وأن أكبر نسبة من المتبرعين سجلت بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء أي بما يناهز 47 ألف متبرع، متبوعا بالمركز الجهوي بالرباط بأزيد من 40 ألف متبرع، بينما يتوزع الباقي على المراكز الجهوية لتحاقن الدم عبر مجموع التراب الوطني.