رئيس احدى المؤسسات المصرفية القادم من شركة لزيت المائدة، لا يكف عن الإبداع وخلق الحلول في الوسط البنكي للرفع من الفائدة، هدفه في ذلك ربما حسابات خالية من الدهون والكولسترول غنية بالاوميگا "ثروة" فبعد ان اصبحت المعاملات البنكية اكثر رشاقة بحذف #تواريخ_القيمة هاهو يسهل استخلاص الشيك ويجعل صرفه ممكنا لدى جميع الوكالات. الشيك وسيلة اداء آنية تعوض النقود، لذلك وجب تيسير سبل صرفه حتى وان لم يكن حساب المستخلص منه مستوطنا في مكان الاستخلاص... ما يعني بكل سهولة انك لن تضطر للبحث عن وكالة صاحب الشيك لصرف النقود. هذه هي الفكرة التي انبنت عليها الدراسات الكثيرة والتي أدت في نهاية المطاف الى تبني تحرير مكان الاستخلاص. لا داعي للتذكير بمن أنجز الدراسات وسهر على اخراجها للوجود، انها بدون شك المديرة الأنيقة الرشيقة اللي دارت لرئيسها الشْقيقة، قبل ان يعتمد اقتراحها ويصادق عليه... بعض الاقتراحات تخرج للوجود لا لقيمتها وراهنيتها ولكن لقيمة ووزن من تقدم بها، الحلول تبدو إذن موضوعية وتامة عندما تتقدم بها مديرة العلاقات العامة، وتبقى حبيسة الرفوف والصفوف اذا لم يكن لمصدرها وزن واسم معروف. التحرير فكرة جميلة وخلاقة، كانت لتكون اجمل لو تم اشراك القائمين على المعاملات البنكية المباشرة مع الزبون، ليدلوا بدلوهم ويخبروا رؤسائهم ان هناك ازمة سيولة قبل ان تكون هناك ازمة سهولة !! الشيك في صيغته الحالية بات اداة ضمان اقرب الى الكمبيالة اكثر منه اداة اداء، واليوم وقد تعززت العقوبات السالبة للحرية كاد الشيك يصبح عملة في حد ذاته، يتبادله العملاء فيما بينهم قبل ان ينتهي في اسوأ الحالات بين يدي العدالة لغياب الرصيد... الشيك ضمان لحسن سيرة وسلوك، المحرومون منه يعرفون قيمته، ويضربون "الف حساب " قبل الأدلاء به والمتعاملون لا يثقون في بعضهم البعض حتى وان أقسم المستخلص انه "ماغاديش يدفع الشيك" ولا يثقون في وكالاتهم حتى وان اقسم المدير انه "غادي يدوز الشيك". لقد افقد التقدم التكنولوجي الشيك أهميته وضروريته، وأصبح تائها بين السيولة النقدية والكمبيالة، التفكير الحقيقي الان ينصب حول إيجاد مكان جديد له، لا ان نزيد من تعميق أزمته، فإما ان يتحرى البنك قبل ان يوفر دفاتر الشيكات ويتحمل مسؤوليته بعد ذلك بشكل تضامني على أساس شراكة حقيقية، او يعفي نفسه من هذه الخدمة ويعفي العملاء من التخيل ان هناك وسيلة اخرى تعوض النقود، فعندما تحضر السيولة ويسمح الرصيد فكل الوكالات مهما بعدت، تبدو قريبة ومتاحة ؛ أرا غير يكونو الفلوس:)