طنجة24- السعيد قدري: في عملية نوعية، كشفت النقاب لأول مرة بالمغرب وبالخصوص لدى المصالح الأمنية عن خطط واستراتيجيات جديدة أضحت عصابات ترويج المخدرات وبصفة خاصة الأقراص الهلوسة بشتى أنواعها تعتمدها في الأشهر الأخيرة، استطاعت مصالح الأمن بطنجة الإيقاع بعصابة إجرامية متخصصة في ترويج المخدرات على نطاق واسع بالمدينة، عبر منفذ توظيف الفتيات للقيام بهذه المهمة الصعبة التي تتطلب دراية فائقة بالتحركات الأمنية التي تواصل تحرياتها وأبحاثها لإيقاف مروجي هذه الأنواع من المخدرات. مساء أمس الأربعاء، وبعد توصلها بمعلومات إخبارية دقيقة، تفيد بوصول شحنة ضخمة من المخدرات القوية إلى مشارف مدينة طنجة، تحركت الآلة الأمنية بالمدينة، واستطاعت شل حركتي فتاتين كانتا صلة وصل بين عمليات ترويج المخدرات القوية في المدينة، وبين عصابات تقف وراء هذه العمليات الإجرامية. فرقة البحث التابعة وبتعليمات مباشرة من والي أمن طنجة، قامت برصد حافلة لنقل المسافرين، كانت قادمة من مدينة الدارالبيضاء. الفرقة المعنية أوقفت على إثر هذا الإجراء فتاتين على مستوى شارع الجيش الملكي بمدخل المدينة، عندما كانت المتهمتان بصدد النزول من الحافلة وطلب سيارة أجرة، غير أن العناصر الأمنية سرعان ما طوقتهما في نفس اللحظة. المتهمتان، وهما من مواليد 1992 وتنحدران من طنجةوالدارالبيضاء، تم نقلهما إلى مقر ولاية أمن طنجة، وبمعيتهما حقيبتين يدويتين، قامت العناصر الأمنية بتفتيشهما بشكل دقيق، أسفر عن ضبط 4300 قرص صيدلية مخدر ، موزعة على فاليوم، وتورداز، اللتين تصنفان من أنواع المخدرات القوية والخطيرة على الصحة العامة. وتشير مصادر مقربة من التحقيق، أن المعنيتين بالأمر، تم استدراجهما منذ أشهر من طرف عناصر إجرامية تنشط بمختلف مناطق شمال ووسط المملكة، وهي عناصر إجرامية تم التوصل إلى هويتها، وتعتمد على استغلال الفتيات المنحدرات من أسر فقيرة، في عمليات نقل المخدرات عبر حافلات المسافرين، قصد تمويه الأجهزة الأمنية. وكشفت التحريات كذلك، حسب مصادر خاصة، إلى أن أفراد الشبكة معروفين بكل من طنجة، الدارالبيضاء، آسفي، ومنطقة خميس الزمامرة، وهي شبكة يعتقد أنها تضم أفراد عاملين في مجال الصيدلة، الذين يقومون بتزويد المهربات بكميات المخدرات المطلوب وصولها إلى الوجهة المحددة، خاصة مدينة طنجة، التي تعرف فيها أثمنة المواد المحجوزة، ارتفاعا كبيرا، خصوصا خلال شهر رمضان من كل سنة. وتنشط بشكل لافت خلال أيام شهر رمضان، عمليات ترويج الحبوب المهلوسة والمخدرات القوية بين المدمنين، إذ تم تسجيل خلال السنة الماضية، ضبط أزيد من 120 ألف قرص مهلوس، من طرف الأجهزة الأمنية على مستوى مدينة طنجة. تبقى الإشارة إلى أن المعلومات الواردة، تشير إلى أن الفتاتين الموقوفتين، تم استقطابهما من لدن أفراد العصابة لترويج هذه الممنوعات، بمقابل مالي يصل إلى نحو 1000 درهم عن كل شحنة. يذكر أن مختلف الأجهزة الأمنية المغربية، المتمثلة في مصالح الأمن والجمارك والدرك الملكي، قد فرضت طوقا أمنيا منذ أشهر بمختلف المنافذ الحدودية، مثل سبتة ومليلية المحتلتين، إضافة إلى الحدود الشرقية للمملكة، مما حدا بالعصابات المتخصصة في ترويج أقراص الهلوسة إلى تغيير وجهاتها وتقنيات عملها، باعتماد أسواق وسط المغرب.