– و م ع: شكل مهرجان طنجة للفنون المشهدية، السبت الماضي بطنجة، لحظة تقاطع وجهات نظر خبراء مغاربة وأجانب في الفرجة والمسرح حول العلاقة بين الأداء المسرحي والفرجة والذاكرة. ولامس المتدخلون خلال جلسة نقاش حول موضوع "الفرجة والذاكرة: أية علاقة؟" في إطار الدورة ال11 لمهرجان طنجة للفنون المشهدية، التي تستضيفها مدينتا طنجة وتطوان إلى غاية الثلاثاء القادم، القضايا المتعلقة بإعادة إنتاج الأعمال المسرحية القديمة، وأداء الفنانين وأرشفة العروض المسرحية، حيث الأداء، وفقا لهم، لحظة فنية عابرة وبالتالي لا يمكن توثيقها، باستثناء البصمات التي تبقى محفورة في ذاكرة المشاهدين. وقالت مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة في ألمانيا، غابرييل براندشتيتر، متحدثة خلال جلسة النقاش، إن فعل تذكر الأداء والعروض المرئية يمر حتما عبر إعادة إنتاج العروض المسرحية القديمة، من خلال استخدام أدوات جديدة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية الفنون المسرحية، مشيرة إلى أهمية ما يمثله التراث المسرحي للحفاظ على الذاكرة الجماعية الثقافية للأجيال الصاعدة. ومن جانبه، ركز شريفي آزادي، الخبير الالماني من أصل إيراني المختص في مجال المسرح المرتبط بمسألة الهجرة، على دور المسرح في تكريس قيم التضامن والتسامح والعدالة وعدم التمييز تجاه المهاجرين لتعزيز اندماجهم في البلدان المضيفة. وأكد رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة، خالد أمين، على الدور الذي يضطلع به العرض المسرحي في إعادة إنتاج المعرفة ونقل شهادات الناس الذين عانوا من الأوقات الصعبة والصدمات. وتندرج هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "المسرح والذاكرة.. مسرحة الارشيف"، في إطار استمرارية الحوار حول الفنون المشهدية الذي أطلقه المركز منذ إنشائه، وتعميق التفكير في فنون الدراما، التي تشكل الهيكل الرئيسي للأداء المسرحي، وكذا مناقشة إشكالية التوثيق وأرشفة المسرح العربي والمحفوظات المسرحية وتعزيز الحوار بين المسرح وباقي الفنون الابداعية. ويتضمن برنامج المهرجان، الذي ستستضيف فقراته مدينتا طنجة وتطوان إلى غاية الخامس من ماي الجاري، تقديم ثلاثة عشر عملا مسرحيا، من ضمنها مسرحية "الساروت " لحسين الشعبي ومسرحية "ترياحين" لفرقة أكون للثقافات والفنون، وعرض فيلمين سينمائيين لكل من المخرج اللبناني ربيع مروة "شوتينغ فوطو" وفيلم سحر عساف "الخندق العميق"، إضافة الى أعمال مسرحية من المغرب والنمسا ولبنان وإيران ومصر والولايات المتحدة كما تنظم ورشتان الأولى حول "التأمل وفنون الدفاع عن النفس والأداء"، سيؤطرها الباحث الألماني جوهانس مورغير والثانية عن "الارتجال والأداء المفتوح"، من تأطير الباحث المسرحي رشيد أمحجور، وذلك لفائدة الفنانين الشباب المهتمين بالمسر. كما حرص المركز الدولي لدراسات الفرجة هذه السنة على مشاركة مجموعة من الباحثين المتخصصين في الفن المسرحي، من ضمنهم إيريكا فيشر ليشته (مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة في ألمانيا) وأنور مجيد (رئيس جامعة نيو إنغلند في طنجة)، ولوري بيث كلارك (الباحثة المتخصصة في دراسات الفرجة والأرشيف)، إضافة إلى الباحثين عبد الرحمن بن زيدان، وحسن اليوسفي، وستيفن إليوت فيلمر، ومحمد سمير الخطيب، ودوروتا سوسنوكا، ومحمد سيف، وكريستل فيلر، وأزيد من عشرين اسما آخر من بلدان مختلفة. وفي سياق موضوع المسرح والذاكرة، سينظم أيضا معرضان للصور الفوتوغرافية، التي تستعيد تاريخ المسرح المغربي ونظيره المصري، كما سيقام معرض آخر لمنشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة وتقديم سبعة كتب جديدة حول المسرح.