– متابعة: "أحاديث من باب مرشان".. هو العنوان الذي إختاره الأستاذ والكاتب الطنجاوي حمزة المساري، كإسم لكتابه الجديد، الذي صدر مؤخرا عن دار نشر السليكي إخوان، وإحتضن فضاء مندوبية الثقافة بمدينة طنجة حفل توقيعه نهاية الأسبوع المنصرم. وأبرز عدد من المتدخلين في حفل التوقيع، الذي أطره كل من المؤرخ رشيد العفاقي والأساتذة المختار الشاوي ومحمد المسعودي وعثمان بنشقرون، بالإضافة إلى الإعلامي محمد المريني، (أبرز) اللمحة الجمالية التي منحتها اللهجة الطنجاوية القحة لهذا الكتاب، حيث تضمن العديد من المصطلحات من المعجم المحلي التي إندثرت أو في طريقها إلى الإندثار بعد الإنفتاح الذي شهدته عاصمة البوغاز. وأوضح عثمان بنشقرون، في كلمة له بالمناسبة، أن من شأن كتاب أحاديث من باب مرشان، الذي اختار مرفولجية شكل حكائي مغاير لما عهدناه في فن الحكي، أن يفتح سيلا من الأسئلة النقدية والتحليلية المتعددة، سواء فيما يتعلق ببنية الجنس الأدبي الذي يُفترض أنه ينتمي إليه ويندرج تحت قوالبه النمطية، خصوصا أن الكاتب ذيل العنوان الرئيسي بعنوان فرعي مرويات، وكذا فيما يتعلق بشكل الكتابة الذي استطاع أن يحاور عدة مستويات من الكتابات التي استوحاها النص، كأنماط الكتابة الأدبية والتاريخية القديمة، وكتابة السير بجميع أصنافها الشعبية والدينية والسياسية والأدبية. وأضاف بنشقرون، أن المحكي الشعبي باللهجة العامية في نص أحاديث من باب مرشان ارتقى إلى درجة عالية من الأدبية وحقق متعة جمالية قل نظيرها لأسباب عدة أهمها، أن اللهجة الطنجية ذات أصول عربية فصيحة حسب تصنيف اللسانيين المغاربة، وأن أهم يميزها هو مستواها الصوتي المتفرد، وهذا المستوى الذي كان من المستحيل تشخيصه كتابيا، لكن السارد استطاع أن يجعله يطفو إلى السطح من خلال تقنيات، بالإضافة إلى أن أهل طنجة عرف عنهم حسن التحدث في تواصلهم اليومي، بما تحلوا به من كياسة في القول، وحكمة في التبليغ. فلا غرابة أن تفوق لهجتهم الفصيحة في بعض الحالات اللغة الفصحى في التعبير عن ثقافة الجماعة العميقة والحميمة. ويعتبر كتاب "أحاديث من باب مرشان" الذي يتكون من تسعة وعشرين فصلا أو عنوانا، ويقع في 226 صفحة، من بين الكتب التي تتغنى بتاريخ مدينة طنجة، وتبرز البعد الجمالي للهجة الخاصة بسكان هذه المنطقة.