- و م ع: نظمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية طنجة، أمس الاربعاء، ندوة علمية حول موضوع "الرأسمال غير المادي والخطوات الممكنة لبلورة هذا المفهوم في المجال الاقتصادي". وحسب المنظمين، فإن هذا اللقاء، الذي حضرته فعاليات اقتصادية واكاديمية ومدنية، يندرج في إطار توضيح المعنى المرتبط "بالرأسمال غير المادي"، والخطوات الممكن اتباعها لبلورة هذا المفهوم في دعم الحركة الاقتصادية بالمنطقة، وإيلاء العنصر البشري الاهتمام والمكانة التي يستحقها في المنظومة الاقتصادية. وفي هذا السياق، قال رئيس جامعة عبد المالك السعدي حذيفة امزيان أن الاهتمام بالرأسمال غير المادي له أهمية خاصة في قياسات التنمية البشرية ومؤشرات التنمية المستدامة والمتوازنة، وتحفيز العنصر البشري للمساهمة في تحقيق التطور العلمي والاقتصادي والاجتماعي والفكري، مبرزا أن الجامعة تضطلع بدور اساسي في تكوين جيل المستقبل ك"ثروة بشرية"، يعول عليها المغرب في بلورة أسس التطور وتحقيق الحكامة في استغلال الثروات وتدبير الشأن العام وتنفيذ السياسات العمومية في مختلف القطاعات. وأضاف، في مداخلة بعنوان "أهمية التكوين في بلورة مفهوم الرأسمال غير المادي"، أن العنصر البشري المكون أحسن تكوين لا محيد عنه لتحقيق وانجاز آليات التنمية على ارض الواقع، مبرزا أن تطوير البحث العلمي والاستثمار في العنصر البشري عبر التكوين والمواكبة العلمية والفكرية والتربوية هو استثمار للمستقبل وتسريع وتيرة التنمية، اضافة الى كونه دعم لمقومات الهوية والاصالة المغربية، وهو وسيلة وغاية لنشر ثقافة السلام والتسامح والانفتاح والاعتراف بالآخر وتعزيز قيم الابتكار والاجتهاد. ومن جهته، قال المندوب الجهوي لوزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حفيظ شكرة، إن اللقاء يعد فرصة لتقريب الفعاليات الاقتصادية الجهوية من دور الرأسمال غير المادي في خلق الثروة وتحسين المؤشرات الاقتصادية وتجويدها، مؤكدا أن المغرب خطى خطوات مهمة في تثمين العنصر البشري عبر سياسات ومقاربات تكوينية وتنموية تمكن من الاستغلال الامثل للثروة البشرية الضرورية لكل تنمية، وتضع نصب اعينها التطور على المديين المتوسط والبعيد. واعتبر أن جهة طنجةتطوان في حاجة ماسة للاستثمار المعقلن للرأسمال غير المادي لمسايرة التطور البنيوي والطفرة الاقتصادية التي تعرفها المنطقة وملاءمة وفرة العرض في مجال التشغيل وتنامي الاستثمارات، مضيفا أن تفعيل مؤشرات الحكامة في مختلف الاستراتيجيات القطاعية والنجاعة الادارية في مختلف تمظهراتها سيمكنان الاقتصاد الجهوي والوطني من تعزيز قدراته الانتاجية المبنية على الابتكار والتجديد والمنافسة في الاسواق الدولية. ورأى رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية طنجة عمر مورو أن ادماج المقاولة المغربية للرأسمال غير المادي في مفهومها التدبيري ومؤشرات أدائها وتحفيز العنصر البشري على الابتكار، سيضاعف من حظوظ تطور انتاجها، وبالتالي تعزيز حضورها العالمي في اسواق دولية لا تعترف الا بالجيد، معتبرا ان انخراط القطاع الاقتصادي عامة في مفهوم الرأسمال غير المادي، تدبيرا وابتكارا، سيمكن المغرب من السير وفق نموذج اقتصادي رائد ما سيساهم اكثر فأكثر في تحسين جاذبية الاقتصاد الوطني على الصعيد الخارجي، وتوفير نسيج اقتصادي تنافسي قادر على رفع التحديات. وأبرز أن دعوة الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لعيد العرش المجيد، الى الاهتمام بالعنصر البشري وتثمين الخبرة والمهارة ومستوى الاداء والابتكار لتحقيق تنمية مستدامة لفائدة الاجيال الصاعدة واللاحقة، هو تحفيز معنوي لإعطاء الرأسمال غير المادي العناية التي يستحقها، كما يشكل دعوة لاعتماد معايير الجودة في تدبير العنصر البشري، ما سيعطي قيمة اضافية للاقتصاد الوطني، مضيفا أن مغرب اليوم في حاجة الى ترسيخ الوعي والشعور بالمسؤولية والتوفر على نخب في مستوى التحديات. وخلص المتدخلون الى أن العناية والاهتمام المستدام ب"الرأسمال غير المادي"، هو اهتمام بالقيم التي تؤثر على إنتاجية الفرد أو المجموعة، والتي يكون لها عميق الأثر إزاء فعالية الأداء الاقتصادي.