– محمد سعيد أٍرباط: تمكن البرتغاليون من الاطاحة بطنجة سنة 1471 م بعد ثلاثة محاولات فاشلة، كانت أبرزها المحاولة الأولى سنة 1437 م التي كبد فيها المغاربة البرتغاليين هزيمة فادحة، وأسروا أميرهم فيرناندو الذي انتهى به المطاف ميتا في سجنه بفاس. دام احتلال البرتغاللطنجة قرنين من الزمن إلا تسعة سنوات، من سنة 1471 إلى سنة 1662، بعدها انزح البرتغاليون عنها لتنتقل إلى قبضة الإنجليز، لكن ليس في معركة طاحنة من المعارك، بل في حفل زفاف شرب فيه البرتغاليون والانجليز نخب طنجة بفرح وسرور. ففي سنة 1662 تزوج الملك الانجليزي الحاكم لإنجلترا واسكتلندا وايرلندا، تشارلز الثاني، أميرة البرتغال كاثرين دي برغانزا، وكان زواجا تأتي في مقدمته مصلحة البرتغاليين والانجليز لتقوية أواصرهما ضد الاسبان أكثر منه زواجا عاديا. وكانت طنجة في هذه الفترة تحت الاحتلال البرتغالي، لكنها انتقلت إلى القبضة الانجليزية بعدما اتخذت كمهر كاثرين الثمين الذي أخذته معها إلى انجلترا كما تم الاتفاق بين الدولتين، فخلعت طنجة ثوبها البرتغالي الذي عمر طويلا ولبست الرداء الانجليزي الجديد سنة 1662. بعد هذا الزواج صارت كاثرين ملكة على عرش انجلترا إلى جانب زوجها الملك تشارلز، وصارت طنجة منطقة انجليزية تحت حكم تشارلز وكاثرين، لكن الرداء الانجليزي لم يدم طويلا إذ سرعان ما مزقه المغاربة بعد 22 سنة، وعادت طنجة إلى حضن المغرب سنة 1684 بعد فقدان دام 213 عاما. وبعد جلاء الانجليز عن طنجة سنة 1684 م، مات الملك الانجليزي تشارلز الثاني بعد فترة وجيزة، سنة 1685 م، وبوفاته تنحت الملكة كاثرين عن عرش انجلترا وانتهى عهدها هناك، فبدا ذلك وكأن قدرها كان مرتبطا بطنجة، ذلك المهر الثمين الذي أخذته معها إلى انجلترا وانتزعه منها المغاربة بعد 22 سنة.