الدرهم يضعف أمام الأورو رغم انتعاشه أمام الدولار .. التفاصيل كاملة!    إصابة قوية تبعد إلياس أخوماش عن المنتخب المغربي لعدة أشهر    البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة 10).. حسنية أكادير يفوز على ضيفه شباب المحمدية (2-1)    رئيسة جماعة المحبس: التنمية تؤهل الصحراء المغربية لاحتضان الاستثمارات    فتح تحقيق في ظروف وفاة شخص كان موضوعا رهن إشارة بحث قضائي    تسمم غذائي يرسل العشرات إلى مستشفى مديونة ضواحي الدار البيضاء    المغرب يدعو لتعزيز التعاون بين إفريقيا وروسيا    بوريطة يتباحث بسوتشي مع وزير الشؤون الخارجية الروسي    مهاجر مغربي شاب "بلا وراق" ينقذ أرواحا وسط حريق قاتل في بلجيكا    أمن الدار البيضاء..التحقيق في وفاة شخص كان موضوع بحث قضائي    مونتريال تستضيف المرحلة الخامسة من معرض «العمران إكسبو مغاربة العالم» النسخة 2024    إسرائيل تواصل قصفها الدامي على لبنان وغزة غداة تعليق قطر وساطتها لوقف إطلاق النار بالقطاع    أمن القنطيرة يتفاعل بشكل سريع مع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي    اعتقال مغربيين مشتبه بهما في قضية مقتل عنصري الحرس المدني ببرباتي    وفاة الفتاة.. ارتفاع حصيلة حادثة الدارجة النارية بكورنيش طنجة    بوريطة يتباحث بسوتشي مع وزير الشؤون الخارجية الروسي    بعد اسبوع حار .. منخفض جوي يغير أحوال الطقس ويجلب أمطارا جديدة للمغرب    إدارية مراكش تؤيد حكم تجريد مستشارين جماعيين عن الأحرار من عضوية جماعة أورير    المحامون يقررون عدم تعليق الإضراب رغم لقاء وهبي    مصرع شخص وإصابة آخر في حادثة سير بضواحي العرائش    جماعة المحبس: توقيع أربع اتفاقيات شراكة للنهوض بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بإقليم أسا الزاك    عملة بتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى    اتحاد طنجة يخرج ببلاغ حول ما حدث عقب مباراة الوداد    رواية «بيتنا الكبير» لربيعة ريحان: رحلة عبر الذاكرة، وكشف لخبايا أجيال    بوريطة: السلام في إفريقيا يتطلب احترام سيادة الدول وحسن الجوار    تفاصيل معتصم مستخدمي قطاع الماء أمام المديرية الإقليمية بالناظور    حاملين أعلام فلسطين ولبنان.. مواطنون يحتشدون أمام ميناء طنجة تنديدا برسو سفينة أسلحة متجهة لإسرائيل    مهرجان "أجيال" في الدوحة ينوع الشراكات    جوائز "إم تي في" تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء الموسيقية العالمية    البنك الدولي يدعم طنجة المتوسط لتوسيع نشاطه التجاري واعتماد الطاقة النظيفة    المغرب يستضيف الملتقي العربي الثاني للتنمية السياحية    مجلس المنافسة: قدرة تخزين الغازوال والبنزين بالمغرب تصل إلى 1.5 مليون طن    مدرب منتخب الغابون: كرة القدم المغربية تجني ثمار سياسة رياضية طموحة    السلطة القضائية واضرابات المحامين        بايدن وترامب يعقدان لقاء في البيت الأبيض الأربعاء المقبل    صور محرجة تورط رئيس ديوان نتنياهو    روسيا تعترض 22 طائرة مسيرة أوكرانية    بنصغير يتألق ويقود فريقه للفوز بعد تسجيله ثنائية    هل يستطيع ترامب الترشح لولاية ثالثة؟    تعيينات أمنية جديدة في مدن الدار البيضاء ووجدة والعيون وسلا ومناطق أخرى    كندا تسجل أول حالة إصابة بشرية محتملة بأنفلونزا الطيور    القرويين بالشارقة عبر الواقع الافتراضي.. منارة علمية للعصر الذهبي للإسلام    حسن أقصبي يغادرنا إلى دار البقاء    المخرجة والممثلة اسماء هوري إسم يتلألأ في سماء المسؤح المغربي والعرلي …    الصيباري يتألق مع أيندهوفن ويحلقةعاليا …    مجلس المنافسة: رقم معاملات شركات المحروقات وصل لحوالي 19 مليار درهم.. وأسعار محطات الوقود لا تقايس مباشرة بالنفط الخام    لتجنب الغرباء.. هكذا تحافظ على خصوصيتك في "إنستغرام"    تناول حفنة منه يومياً.. فوائد مذهلة للتوت الأزرق    في الناظور.. حسن المودن يكشف آفاق دراسة الأدب من منظور نفسي    ربط وفاة بريطانية لأول مرة باستخدام علاج ضد البدانة    أيام وطنية للتحسيس والكشف عن داء السكري بالفنيدق    دراسة حديثة تكشف عن أهمية ساعات النوم من أجل "شيخوخة ناجحة"    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانتخابات البلدية.. منعطف المسار الديمقراطي في المغرب
نشر في طنجة 24 يوم 19 - 10 - 2014

حرارة النقاش السياسي في المغرب ارتفعت بشكل غير مسبوق، فرغم التأخر في تنظيم الانتخابات البلدية التي كانت مقررة سنة 2012 لازالت بعض القوى السياسية تقدم رجلا وتؤخر أخرى قبل اتخاذ الموقف النهائي من الانتخابات التي تقررت في شهر يونيو لسنة 2015، ولازالت بعض أحزاب المعارضة تهدد بمقاطعة الانتخابات..
التفسير السياسي الممكن لهذا التذبذب هو عدم تأثر شعبية العدالة والتنمية رغم مرور حوالي ثلاث سنوات من التدبير، ولازالت استطلاعات الرأي تمنحه الرتبة الأولى بعد الأحزاب السياسية الأخرى..
لكن المشكلة التي لا ينتبه إليها الكثيرون، هو ما مدى قدرة الحكومة الحالية على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وإلى أي حد تستطيع تجاوز اختلالات المنظومة القانونية المؤطرة للعملية الانتخابية، وإلى أي مدى تستطيع الإرادة السياسية ترويض الآلة الإدارية لتكون في مستوى التدبير الأمثل للعملية الانتخابية..
الانتخابات البلدية القادمة ذات طبيعة خاصة بالنظر للسياق السياسي الذي تأتي فيه، فبعد التصويت على الدستور الجديد لسنة 2011، أفرزت استحقاقات تنزيله مجموعة من الأوليات من أبرزها: تطبيق مقتضيات الدستور فيما يخص الجهوية المتقدمة، والمقتضيات الجديدة ذات العلاقة باللامركزية وتقوية اختصاصات المجالس الترابية، ومن المنتظر أن تمثل الانتخابات القادمة مفتاح انطلاق سياسات التنمية الجهوية الكبرى.
كما أن سؤال النزاهة الانتخابات ظل دائما مطروحا في النقاش السياسي المغربي، ومعلوم أن إشكالية النزاهة مرتبطة ارتباطا عضويا بمنظومة القوانين الانتخابية، بالإضافة إلى عناصر أخرى لها علاقة بالمسلكيات التدبيرية للسلطات المشرفة على العملية الانتخابية.
إن إنجاح ورش الانتخابات القادمة يتطلب عملا جديا ومستعجلا على مستوى إصلاح النظام الانتخابي بما يضمن تدبير نزيه وشفاف للانتخابات.
وفي هذا السياق تبرز مجموعة من المشكلات التي تمثل عقدة النزاهة داخل المنظومة القانونية للانتخابات، والتي تحتاج إلى إصلاحات حقيقية، ذلك أن معالجة اللوائح الانتخابية تعتبر مدخلا أساسيا لضمان سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها على اعتبار أن أغلب الملاحظات الواردة بخصوص سلامة الانتخابات يكون مصدرها من الشوائب التي لازمت اللوائح الانتخابية والتي تعود إلى سنة 1992 كآخر لوائح انتخابية تم إعدادها خضعت لأول مراجعة استثنائية سنة 1997.
وإلى اليوم لا نتوفر على لوائح انتخابية غير مطعون في مصداقيتها وهو ما يفرض على الجميع بذل مجهود استثنائي لتوفير لوائح انتخابية تعكس الرقم الحقيقي لمن يحق لهم التصويت في الانتخابات القادمة.
المشكلة الثانية تكمن في نمط الاقتراع.. إن اعتماد نمط الاقتراع اللائحي في كل البلديات بدون استثناء من شأنه تعزيز دور الأحزاب السياسية ودعم التنافس بين البرامج والهيئات السياسية بدل التنافس بين الأشخاص، خصوصا وأن تجربة الانتخابات التشريعية ل 2002 و2007 و2011 أكدت أن ساكنة العالم القروي قد استأنست بهذا النظام، بل إن حجم المشاركة في القرى هو أعلى منه في المدن. ويدعم ذلك أن اللوائح الخاصة بالنساء اعتمدت بسلاسة في العالم القروي خلال الانتخابات البلدية لسنة 2009، فالمطلوب فقط تعميم هذا النمط على جميع الدوائر.
المشكلة الثالثة تكمن في الإشراف الانتخابي، فبالنظر إلى السلطات الجديدة والمسؤوليات التي منحها الدستور للحكومة ولرئيسها فإن الإشراف السياسي انتقل إلى رئاسة الحكومة لكن الإشراف التدبيري والتنظيمي بقي في يد وزارة الداخلية، وهو ما يستدعي النقاش حول طبيعة الإشراف الحكومي على الانتخابات، وحول دور القضاء في تعزيز نزاهة العملية الانتخابية.
أما المشكلة الرابعة فتتجلى في التمويل الانتخابي، وهنا نحتاج إلى فحص النصوص المتعلقة بتمويل الحملات الانتخابية، وتقييم الدعم العمومي وآليات التصريح بمصاريف الحملة الانتخابية، وإعمال المنهج المقارن مع التجارب الفضلى في هذا الباب.
وبطبيعة الحال لا يمكن الحديث عن منظومة القوانين المؤطرة للعملية الانتخابية دون المرور بالتقطيع الانتخابي، بحيث يشكو التقطيع الحالي من عدة اختلالات، من أبرزها التفاوت الكبير بين عدد أعضاء المجالس البلدية بين العالم الحضري والقروي من جهة، وتناقص نسبة التمثيلية كلما ارتفع عدد سكان الجماعة، حيث يلاحظ تفاوت كبير بين تمثيلية العالم القروي وتمثيلية الحواضر، فباعتماد المعطيات المتعلقة بانتخابات 2009: هناك حوالي 21100 منتخب يمثلون العالم القروي، أي أكثر من 76٪ من مجموع المنتخبين، وعدد المنتخبين الحضريين لا يتجاوز عددهم: 6700، أي حوالي 24٪ من مجموع المنتخبين.
وإذا استحضرنا أن عدد الساكنة الحضرية الذي بلغ 55٪ من العدد الإجمالي للسكان حسب إحصاء 2004 يتزايد بوتيرة أسرع، فإن من شأن ذلك أن يفاقم من انعدام التوازن بين تمثيلية المجالس الجماعية بين الحضري والقروي وبالتالي التمثيلية على مستوى الغرفة الثانية.
هذه الإشكالية ينبغي ملامستها على ضوء القوانين المنتظرة المتعلقة بالجهوية، وبالتحولات التي ستطرأ على التقطيع الجهوي. أما المشكلة السادسة فتكمن في كيفية تنظيم عملية المراقبة الانتخابية، ومدى قدرة القوانين الجديدة على توفير شروط ملاحظة مستقلة و محايدة للانتخابات.
إن المراقبة الخارجية الانتخابات تعتبر من أهم الضمانات لنزاهة وشفافية الانتخابات. وقد أرسى قانون الملاحظة الانتخابية القاضي بتحديد شروط وكيفيات الملاحظة المستقلة و المحايدة للانتخابات، أسس هذه الضمانات. وفي هذا المجال تبرز إمكانيات مهمة لتطوير نمط الملاحظة الانتخابية في بلادنا.
إن مجموع هذه الإشكاليات تمثل مساحة للتدافع السياسي الوطني بين القوى المختلفة لمراجعة المنظومة القانونية للانتخابات، ولمناقشة الآفاق المتعلقة بالجهوية، وبلورة أفكار جادة من شأنها ضخ جرعات جديدة في المسار الديمقراطي المغربي وكسب منعطف جديد في طريق الديمقراطية الطويل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.