نظمت الرابطة المحمدية للعلماء في السنة المنصرمة أنشطة كثيرة متنوعة[i] ساهمت في تطوير أدائها حيث قامت بأعمال ترنو بناء القدرات وتكوين المهارات بمختلف مراكزها الدراسية والبحثية التابعة لجميع وحداتها العلمية، ومنابرها الإعلامية والفكرية. حيث عرفت سنة 2013 إصدار مجموعة من الدراسات والأبحاث التي تعنى بالتراث العقدي والفقهي والتصوف. وتبقى هذه الأنشطة العلمية الثقافية المتعددة للرابطة بعيدة عن ملامسة القضايا الجوهرية التي تهم الشباب والمواطن عموما، فهي لا تجيبه عن قضاياه السياسية والاجتماعية، خاصة في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها أغلب المواطنين، مع ظروف الفقر والمرض والقهر. مما يجعل بسط هذا القضايا للنقاش والحوار واجبا وهدفا ساميا لكل مؤسسة أحرى أن تكون دينية!. إن ابتعاد الرابطة المحمدية للعلماء عن القضايا الجوهرية راجع بالأساس إلى تبعيتها الكاملة للقصر، مما يضطرها إلى ملامسة قضايا نخبوية وبعضها من قبل الترف الفكري، تبعد كل البعد عن قضايا المجتمع وهمومه كما أسلفنا. وقد أصبحت جزءا من الخطاب الديني الرسمي، تنافح عنه وتسير على خطاه. بعد أن كان للرابطة نزر قليل من الاستقلالية، كانت توظفه في التطرق لقضايا المجتمع والأمة الإسلامية. إن من يدرس طريقة اشتغال الرابطة المحمدية للعلماء، يتبين له الحجم الكبير لسياسة إدماج النخب الجامعية المهتمة بمختلف مجالات العلوم الشرعية في مؤسساتها، في سياق محاولة إعداد خلف لعلماء وأطر المؤسسات الدينية الرسمية، إذ عملت منذ تأسيسها إنشاء مراكز بحثية في مختلف المدن المغربية لاستقطاب أساتذة وطلاب باحثين، حيث يتم إلحاقهم بهذه المراكز لإعداد البحوث الأكاديمية وتحقيق النصوص التراثية، مما أسهم في تحويل الرابطة إلى مؤسسة ثقافية تعنى بالثقافة الإسلامية أكثر مما هي تجمع رسمي للعلماء، كما أضحت من وظائفها محاولة استقطاب الشباب الجامعي المنتمي للحركة الإسلامية لدعم رؤيتها الدينية المشتغلة تحت مظلة إمارة المؤمنين.
[i] - انعقاد الجمع العام للمجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء٬ يوم السبت 16 فبراير 2013م، تم من خلاله المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي وتقديم الملامح الكبرى لبرنامج سنة 2013 .بحضور الأمين العام للرابطة. انعقاد المنتدى الوطني الأول للمثقفين النظراء الجامعيين، بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية، بمدينة الرباط، يوم الجمعة 27 دجنبر 2013، ترأسه الأمين العام للرابطة ، تمت المصادقة على "ميثاق المثقف النظير"، الذي يعد بمثابة ميثاق شرف يؤطر عمل المثقفين النظراء ويحدد المهام المنوطة به. -تنظيم الندوة العلمية الدولية حول موضوع: "التأويل: سؤال المرجعية ومقتضيات السياق"، وذلك يومي الأربعاء والخميس 17 18 شعبان 1434 ه موافق ل 26 27 يونيو 2013م، بالرباط. -تنظيم "المنتدى الأول للمثقفين النظراء الجامعيين" بدعم من الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، وذلك يوم الجمعة 27 دجنبر 2013م، تحت شعار"عزيمة الشباب أقوى من فيروس السيدا" بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية بشارع محمد بلحسن الوزاني، حي النهضة الرباط. -مشاركة الرابطة المحمدية للعلماء بالمؤتمر العالمي الأول لهيئة تدبر القرآن الكريم بالدوحة. -مشاركة الأمين العام للرابطة في فعاليات مؤتمر الإجماع والتأسيس للوعي الجمعي، بمدينة إسطنبول. -شاركت الرابطة في فعاليات المؤتمر العالمي الأول لتدبر القرآن الكريم، خلال أيام 23 – 25 من شهر شعبان 1434 بمشاركة العديد من الدول العربية والإسلامية.