– عصام الأحمدي: يبدو أن بعض الخطوات الرامية لفك العزلة عن بعض المناطق القروية بضواحي طنجة، من خلال ربطها بخدمات النقل الحضري، لا تروق مطلقا لمهنيي سيارات الأجرة، الذين اعتادوا على تأمين الرحلات بين مدينة البوغاز وهذه المناطق. هذا ما أبان عنه مؤخرا مهنيو سيارات الأجرة بجماعة جبل الحبيب، عندما احتجوا على شروع شركة "ألزا" الإسبانية في تقديم خدماتها من خلال تخصيص خط يربط هذه الجماعة القروية النائية مع مدينة طنجة، بتكلفة لا تتعدى بضع دراهم، في مقابل التسعيرة التي تفرضها التاكسيات، والتي تعرف زيادات متتالية من وقت لآخر. ولم يقتصر الأمر فقط على تنظيم احتجاجات ضد حافلات "ألزا"، بل عمد مجموعة من السائقين إلى رشق إحدى الحافلات بالحجارة، متسببين في خسائر كبيرة على مستوى هيكلها الخارجي وفي واجهتها الزجاجية. وأكد أحد السائقين العاملين مع شركة "ألزا"، أن مجموعة من الأشخاص المحسوبين على سائقي سيارات الأجرة، حاصروه وهددوه بالأذى، في حال ما عاد بحافلته إلى هذه المنطقة. وفي الوقت الذي لم تبدي فيه السلطات العمومية، أي خطوة لتوفير الحماية الأمنية للحافلات وسائقيها، فقد تعهد سكان مداشر جماعة جبل الحبيب القروية، بالتصدي لأي محاولة من شانها أن تؤدي إلى حرمانهم من خدمات حافلات النقل الحضري، معتبرين أن ربط منطقتهم النائية بمدينة طنجة يشكل مكسبا مهما لهم، ولن يتنازلوا عنه بسهولة. وفي شهر يوليوز الماضي، عاشت مدينة أصيلة أحداثا مشابهة، عندما شرعت شركة النقل الحضري "ألزا" في تأمين رحلات رابطة بين هذه المدينة مع طنجة، حيث اعتبر سائقو سيارات الأجرة وسيارات النقل المزدوج، أن دخول الشركة الّإسبانية على الخط، يشكل منافسة يغر مشروعة لهم، ويهدد مصالحهم المادية. وبالرغم من أن السلطات الأمنية حينها انحازت إلى هؤلاء المهنيين، فقد سارع المجلس البلدي بأصيلة، إلى استصدار مقرر يسمح للشركة الإسبانية، بتقديم خدماتها في المدينة، وهو القرار الذي لقي ارتياحا وترحيبا كبيرا في صفوف سكان مدينة أصيلة، الذين ظلوا لسنوات طويلة يشتكون من تعسف مهنيي سيارات الأجرة والنقل المزدوج في فرض تسعيرات مرتفعة الثمن.