في مثل هذا الوقت من السنة حيث الحرارة مستعرة والناس احوج ما يكون الى مكان يحميهم الحر و يمنحهم فرص الاستجمام ، تعود الذاكرة الى احداث مأساوية عرفتها نقطة سوداء من واد دادس الامر يتعلق بحوض مائي عميق نسجت عنه حكايات و سجلت باسمه حوادث مؤلمة ذهب ضحيتها اناس كثيرون وفي ظروف لا زال الغموض يلفها . انه الحوض المائي الموجود في تراب ام عياش (اغرم نكران) و المسمى فراجي هذا المكان يكون محاجا لشباب المناطق القريبة ، حيث يجدون فيه الراحة ويلتقون محررين من كل القيود ، مبدين رغبة جانحة في استثمار مياهه و عمقه ووجود بعيدا عن السكان . و المكان يعطي لهم فرصا لا تعوض لتعلم السباحة والتفنن فيها و هو ملاذ يكسر الرتابة التي تطبع ايام الصيف الطويلة . ولكن للأسف الشديد ما تكاد تمر سنة حتى يفاجئ الناس بورود اخبار غرق بريء يضاف الى اللائحة الطويلة لمن قضوا نحبهم في هذا المكان .وقد حاولنا في هذا البحث المتواضع وضع ذاكرة تاريخية للمكان بمساعدة السيد لحسن المدواني والذي اغنى الموضوع بالمعلومات والتواريخ مشكورا .ويحكى حسب الروايات المتواترة ان تسمية المكان كان نتيجة حدث غرق فارس يدعى فرجي مع فرسه ، ومن ذلك العهد التصق اسم الغارق بالحوض ، ومنذ ذاك الزمان ايضا لم تتوقف لائحة الغرقى في التضخم .فقد قضت فاطمة بنت زيد نايت عدي بتزاخت سنة 1960 . ثم لحق بها اشعو ابراهيم سنة 1961 ،وفي سنة 1973 غرق طالب بمسجد انغرامن ، اربع سنوات بعد ذلك انتهى اجل فاطمة المتوكل بنفس المكان ( 1977) .سنة 1980 لقي امحمد بن مبارك من ايت بوبكر حتفه ،وانتشلت الوقاية المدنية جثة التلميذ كمال الحميدي سنة 2000 . وفي ظروف غامضة انتشل الشاب سعيد العلماني من اعماق الماء بصعوبة سنتين بعد ذلك .وفي السنة الماضية فقط ، اهتز الرأي العام بورود خبر غرق الشاب عبد الله المتوكل ، حيث استنجدت الوقاية المدنية بقلعة امكونة بمصالحها المركزية بتنغير لايجاد جثة هذا الشاب (2011) . وهكذا ابتلع المكان اناس كثيرون وفي ظروف لم تعرف حتى الان البحث والمساءلة . وهذه الاحداث كلها لم تمنع من ان يبقى فراجي مكان الاستجمام والسباحة المفضل نظرا لجاذبيته وجمالية شلاله . هذا الاخير افقدته الفيضانات كثيرا من رونقه بعدما انكسرت الكثير من الصخور المكونة لهذا الجمال الطبيعي الفريد .ولا ننسى تلوث مياهه بالنظر لكثرة مياه الغسيل الوسخة التي يستقبلها كل صيف ..