تحظى المواقع الالكترونية المحلية بمتابعة منقطعة النظير من طرف فئة عريضة من المجتمع المغربي ،داخل البلاد وخصوصا خارجه . فأبناء الجالية المغربية يجدون في هذه المواقع ما يشفي غليلهم وهم يتابعون باهتمام شديد ما يعتمل في مناطقهم ويتفاعلون مع قضايا اهلهم بكل اريحية وشجاعة من خلال تعليقاتهم و ارائهم ،والتي تعبر عن شديد ارتباطهم بوطنهم وسعيهم المتميز للنفخ في نار هذه الحرب المستعرة بين المسؤولين و الرعية التي انتخبتهم وحملتهم مسؤولية الدفاع عن مصالحها ... انها فعلا حرب ضروس ابطالها افراد محددون في مواجهة غير مباشرة مع الرأي العام وبأسلحة اكثر فتكا وتدميرا .حرب لا تبقي من سلطة وعظمة الطغاة ولا تدر ، تهز اركانهم وتزلزل كيانهم النفسي ، وهي التي تجرح عظمة مصطنعة تأسست على باس الاخرين و المنهمكين في الانتاج والتشييد وبعرق جباههم . ان المتتبع لأخبار المنطقة هذه الايام سيستشف بيسر وسهولة سخونة الجبهة على المواقع الاجتماعية وانخراط الناس ،بل واندفاعهم لنشر الاخبار وإرشاد غيرهم كل حسب امكانياته : فهذا ينشر خبرا ،وذاك يعززه بتعليق و،واولئك ينتجون فيلما مصورا هادفا ،... والكل ينتج مادة اعلامية يجد فيها المتابع ضالته ويؤسس عليها تصورات على اخبار ومعلومات كانت بالأمس القريب موشومة بالكتمان والتضليل . انها حرب تزداد في نضرنا شراسة وتؤسس لعهد جديد ، حرب خافضة رافعة : خافضة لأقوام اعتبروا الناس بلداء فلم يعودوا يقيمون لهم وزنا . ورافعة لأقوام كانوا في وجه الاخر ضعفاء لابد ان يبقوا مغمورين . انها معادلة جديدة لصراع جديد وبآليات جديدة لم تعهد في أزمنة غابرة . لقد شارك الناس وعززوا ما يتابعون من احداث بتعليقات ساخنة وعلى التو ودون تردد وهذا امر ممدوح مطلوب ، ولكن يبقى ضروريا ان تكون المشاركة مقيدة بضوابط اخلاقية ، تحفظ للمتابع قيمته وتعطي الخبر مصداقيته وأبعاده المرجوة . يجب ان ننشر الخبر ونتحرى فيه الصدق والأمانة ، نعتمد مبدأ الصراحة ولكن نتجنب الوقاحة ، نقول الحق بلباقة وننشر المعلومة بلياقة . كما يتحتم حسب منظورنا ألا نختفي وراء الاسماء والألقاب المستعارة ،اذا كان همنا الاصلاح والتعبير عن الاشياء كما نتصورها لا كما يعتقدها الاخرون ، وهذا مطلب الشهامة والشجاعة وخلق تقتضيه القضية والحكمة . تم هناك ضرورة ملحة لتجنب التجريح والألفاظ المقززة للقارئ، حيث يجب احترام ذكاء الناس وعواطفهم. يضاف الى كل هذا النسج بطريقة تترك للمتابع فسحة للتأويل والتخيل دون السقوط في شرح الواضحات الفاضحات كذكر الاسماء والتنابز بالألقاب والشتم والسب لان في ذلك كله تمييع للخبر وتبخيس للفكر وأهله .. عديدة هي المواقع التي نصبت نفسها ساحة للوغى وجندت رجالا في الخفاء يؤججون بصبرهم وتفانيهم المعركة ، وهم ينشرون بعد تمحيص ما يصل اليهم من اخبار جاعلين نصب اعينهم نشر الوعي الجماعي بين الناس عسى ان تخرج السياسة من المستنقع وتبنى على اس العدل والمساواة العلاقات والرهانات. نأمل ان تضع هذه الحرب اوزارها على نتائج عظيمة تسعد بلادنا وقاطنيها . وألا تكون القضية في صلبها جعجعة بلا طحين ..