اجتاحت قطعان كثيرة من الإبل والماعز والأغنام تعد بآلاف الرؤوس الممتلكات الفلاحية لسكان دوار أيت أعمر بجماعة أيت ميلك التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها، وألحقت أضرارا فادحة بالملك الخاص والملك الغابوي باجتثاث المحصول الزراعي لعدد من السكان . وتزامنت عملية اجتياح هذه القطعان للرحل والتي تعود ملكيتها لشخصيات نافذة مع فترة الإثمار السنوي لمنتوج الحبوب، الأمر الذي حرم السكان من مدخولهم الرئيسي الذي ينتظرونه على طول السنة. وفي هذا السياق ذكر السيد الحاج محمد البوشواري أحد فلاحي المنطقة أن الرعاة الرحل وأسرهم ، واكتساح قطعان الرحل لاملاكهم المزروعة ومحيط منازلهم ، مما يشكل حصارا للساكنة، إلى درجة أن النساء والأطفال لايستطيعون الخروج من منازلهم وأملاكهم ، خوفا على أعراضهم، حسب ما ذكر نفس المصدر. ويروي الحاج محمد البوشواري معاناته مع الرعي الجائر ومع تواطؤ السلطات المحلية ، حيث أثناء هجوم الرعاة على ملكه الخاص المحفظ ، اتصل على الفور بأعوان السلطة وقائد المنطقة ، الذين رفضوا إغاثته والقيام بالمتطلب قانونا في مثل هذه الحالة المتعلقة بالإعتداء على ملك الغير . لامبالاة السلطات المحلية ، لم تجعل اليأس يدب في شريان هذا المتضرر ، بل اتجه نحو السلطات المحلية ومكنهم من ما مجموعه 650 درهم ، موزعة بين 100 درهم لكل واحد من أعوان السلطة و 150 درهم لشيخ قروي و 400 درهم للسيد القائد ، الذين وعدوه بالتدخل العاجل غير أنه لاشيء من هذا تحقق أمام طغيان وجبروت جهات نافذة تتخفى وراء الرعاة الرحل الذين رفضوا إخلاء المكان لأن الأمر بيد الشخصيات المالكة لهذه القطعان الكثيرة من الإبل والماعز والأغنام التي تغزو المنطقة كل سنة، كما تحدوا القوانين والأعراف المحلية مما يستدعي تدخلا مباشرا للسلطات لردع الرعي الجائر، وحماية ممتلكات السكان وذوي الحقوق. ولهذه الأسباب يُحمِّل المتضررون المسؤولية الكاملة للسلطات المحلية واعوانها وشيخ المنطقة ، لأنها لم تضع حدا للرعي الجائر، ولم تردع الرعاة الرحل و تزجر المالكين لهذه القطعان حتى ولو كانوا شخصيات نافذة. للإشارة فهذه المناطق المذكورة تتعرض كل سنة لغزو متعمد ومنظم وإجتياح كاسح من قبل الرعاة الرحل الذين يقطعون مسافات وأميال من شمال الإقليم وجنوبه للوصول إلى المنطقة في فترة الإثمار و الجني للمحصول الزراعي ، مما أدى إلى اصطدام عنيف بين السكان والرعاة تسبب في استفزازات حادة ضحيتها هؤلاء المواطنين في أملاكهم الخاصة ، ويتخذ أحيانا أشكالا جد عنيفة إلى حد إرتكاب جرائم قتل والضرب والجرح وإستعمال هؤلاء الرعاة أدوات حادة في هجوماتهم وتسلحهم بالعصي والهراوات . .