سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان جماعات قروية بأيت باها ينددون بالهجمات المتكررة لقطعان الإبل على غابات الأركان طالبوا بتوفير الحماية لهذه الأشجار ومنع انقراضها حفاظا على استمرار عمل التعاونيات
انتفض سكان ما يفوق خمس جماعات قروية تابعة لدائرة أيت باها ضد الهجمات المتكررة لقطعان الإبل، التي اجتاحت مساحات شاسعة من غابات الأركان بدائرة أيت باها بإقليم اشتوكة، حيث عقد ممثلو الجماعات وجمعيات المجتمع المدني بالمنطقة لقاء مع ممثلي رعاة الإبل بحضور السلطات المحلية من أجل دفع هؤلاء الرعاة إلى إجلاء قطعان الإبل، التي تقدر بعشرات الآلاف، عن غابة الأركان وعن الأملاك الخاصة للسكان الموجودة بمحيط بعض الدواوير. واستعرض السكان الأضرار التي تلحقها هذه القطعان، والمتمثلة أساسا في الاستنزاف الذي وصفوه ب«الخطير» الذي تحدثه هذه القطعان لثمار شجرة الأركان، ففي الوقت الذي تقتات فيه الأغنام على حبات الأركان المتساقطة على الأرض تعمد الإبل إلى التهام أوراق الأشجار التي تحتوي على ثمار السنة المقبلة، حيث تتزامن هذه الموجة مع فترة إزهار وإثمار شجرة الأركان الأمر الذي يمنع هذه الأشجار من الخلف والتأثير بشكل كبير على منتوج السنة الموالية وهذه السنة، كما أن هؤلاء الرعاة يعمدون إلى نصب خيامهم عند مداخل الدواوير أو في غابات الأركان مما يحرم النساء والفتيات من الخروج لجني محصول الأركان، باعتبارهن هن المعنيات بجمع هذا المنتوج، الأمر الذي سيؤثر سلبا على عشرات التعاونيات التي تم خلقها بالمنطقة في إطار المخطط الأخضر، تضيف المصادر نفسها. وأضافت المصادر نفسها أن الرعاة يبدون تحديا كبيرا ولا يمتثلون لتوجيهات الجهات المسؤولة بالدرجة الأولى عن هذا الوضع ودعوتها لهم إلى تجنب استنزاف الغابة التي يستغلها السكان بحكم حقوق الانتفاع التي يخولها لهم القانون. وأرجع السكان أسباب تعنت هؤلاء الأشخاص إلى أن الرعاة المعنيين يعملون لصالح شخصيات نافذة من خارج المنطقة، بحيث يتم تداول مجموعة من الأسماء التي يعتبرونها الحامي لهم على ما يقدمون عليه والذي يتجاوز الرعي إلى قطع أخشاب شجرة الأركان. وشددت مراسلة وجهتها الجمعيات الممثلة للسكان على ارتفاع وتيرة الحرائق التي تشهدها المنطقة، مطالبين بالبحث عن الأسباب المؤدية إلى ذلك، والتي تتسبب في مزيد من المشاكل لهم. وناشد السكان السلطات المعنية التدخل الفوري لحماية غابة الأركان التي تعتبر المصدر الوحيد لرزقهم قبل أن يتم استنزافها بشكل «خطير» من طرف هذه القطعان الهائجة من الإبل.