لست ادري ما إذا كان القدر قد حكم بأن تنهي مشوارك الكروي مع منتخب بلادك بهذه الصورة التي لا تختلف كثيرا عن التي أنهى بها شقيقك مصطفى ، فرغم الحب والإخلاص والوفاء ، ورغم العطاء اللامشروط واللامحدود ، وهذا لا ينكره إلا جاحد لأن اللوحات الرائعة التي رسمتموها على البساط الأخضر بأقدامكما الذهبية والقميص الوطني المبلل بعرقكما ، وكدا حناجر الجماهير الرياضية ببلادكم التي بحت بالجهر بحبها لكما، وبالإشادة بعطاءاتكما وإبداعاتكما الكروية ، وكن واثقا من أنها أي (الجماهير) ستحتفظ بكل تلك اللوحات والصور الإبداعية الرائعة في ذاكرتها وقلوبها النابضة دوما بحبكما . فمن منا لا يتذكر أخاك الأكبرمصطفى وهو يبدع، يراوغ ويمرر، يسدد مسجلا أهدافا ( ولا أروع... ) زعزعت أهرامات أم الدنيا .... وأسعدت الجماهير وبوأت منتخبنا الوطني المكانة اللائقة به بين الدول والأمم . ومن منا لا يتذكر مبادراته الإنسانية وهو يزرع الأمل ويرسم الابتسامة على شفاه نزلاء الخيريات المهمشين .....وبعد أن وضع حذاءه جانبا حمل حقيبته الدبلوماسية ليجوب أوربا – لشعبيته ونقائه – لإقناع الشباب من أبناء هدا الوطن بالمهجر بأن الأولى بالعطاء والتضحية هو هدا الوطن . حتى وإن كان أحدهم يوما قد جهر بشتمه بأحد المطاعم بمعية أسرته فحملته عزة نفسه على التوقف عن الإبداع أمام من لا يقدر العطاء والتضحية ، لان من يرقص أمام الأعمى كمن ينثر الجوهر للدجاج – كما يقول المثل الامازيغي . هذا ، أما أنت يا يوسف، فالتوقف أحب إليك من أن يضعك مدربو آخر الزمن في الهامش حتى وأنت هدافا لفريقك وثاني أحسن هداف بأوربا (انه لمنطق غريب ....). نحن متأكدون من أن هذا لن يضايقك لو انك رأيت فيه المنطق والإنصاف ، لان بادو الزاكي وهو مشرف على تدريب المنتخب كان يحتفظ بك في دكة الاحتياط ، وكلما أقحمك ولو في الدقائق الأخيرة إلا وسجلت هدف الفوز لمنتحب بلادك ، تماما كما فعلت أمام نيجيريا (0-1) وأمام الجزائر (1-3) كان ذلك بتونس 2004. ونعلم أيضا كما يعلمون هم أيضا انك تلبي النداء كلما ناداك الوطن وبادلت الحب بالحب وأجزلت العطاء ، دون أن تطلب جزاءا ولا شكورا ، إنما تريح الضمير وترضي الوطني. وأنا اعلم ، وكثير لا يعلم هذا أن يوم راسلك أبناء بلدتك بإفران الاطلس الصغير لتساهم في شراء أضاحي العيد للمحتاجين من بني بلدتك ، طلبت اللائحة وتكلفت بالجميع .... إنها قمة الإيثار والعطاء الإنساني ولهذا إذا شعرت أن محيط المنتخب قد تلوث بشكل يخنق الأنفاس، فمن حقك أن تتوقف ولو إلى حين ... ولن يلومك إلا من كتب عن أخيك المصطفى وهو يتوقف عن اللعب واصفا إياه باللاعب ذي الأصول البربرية ....؟ أجل، لقد سبق أن توقف الكبار والشرفاء في مثل حالتك ،وعلى رأسهم مدربك السابق بادو الزاكي ، إنما كن مطمئنا .....وكن على يقين أننا نحبك ونقدرك لان كعبك عالي ... وحبك للوطن ثابت وكما يقول المثل الامازيغي : ئلا وداد غ ؤوالو ءارن ثاكان ئمي ئتموكايت . *تارودانت : بقلم محمد بلهي