انتهى جمع الجامعة مؤخرا في حلة مسرحية متقنة، وتجاوز صارخ للقانون والديمقراطية بشكل قد يؤخر اي اصلاح كروي في المغرب اكثر مما كان يهدف الى الرقي بالممارسة الرياضية وتنظيمها، بحيث اختصرنا الازمة في مجرد البحث عن بديل للسيد حسني بنسليمان كرئيس، الى اقرار السيد الفاسي الفهري رئيسا، وهذا لم يكن كيفما تكن الاحوال مصدر التخوف،بقدرما تخاذلت بعض الفرق ومسيريها ممن تحظى بكرسي في المكتب الجامعي او النخبة او الهواة، وتواطأت للاسف مع من اغتال الديمقراطية حين قدمت على صحن من ذهب امر تشكيل المكتب الجامعي للرئيس المنتخب، ضدا على انتخاب ديموقراطي نزيه ... لقد اسقطنا طريقة تدبير الجمعيات الصغيرة لشؤونها التنظيمية على جهاز مسؤولياته اكبر، وتأكد أن المشكل الذي ينخر كرة القدم في بلادنا تغاضينا عنه، من خلال عدم تمكين الجمع العام من كنس العقليات التي طال بها امد البقاء بين دواليب الجامعة دون ان تقدم او تؤخر، من البقاء رغما عن انف الرياضة الوطنية... لو كنا انتخبنا المكاتب وتركنا لها هي صلاحية انتخاب الرئيس، اي قلب المعادلة، لكان ذلك على الاقل مقبولا، فالواقعية تؤكد ان المشكل لم يكن يتجسد في السيد بنسليمان الذي قدم كبش فداء، بل في محيطه، وهو نفس المحيط الذي إن بقي دون تغيير، فلن يكون عطاء لا الفاسي الفهري ولا أي رئيس جديد آخر إلا مثيرا للاحباط، مادامت جيوب الفساد والافساد بقيت، ومادامت بعض الاسماء التي تكاثرت اخطاؤها او تبث ضعف تدبيرها للمسؤوليات للاسف سارية المفعول ورقيا ، وان انتهت مدة صلاحيتها التي كانت محدودة او مصلحية ضيقة... لقد اثبت الجمع الاخير مسألة في منتهى الخطورة، تكمن في لوبيات الكواليس التي اغتالت الحلم المغربي الجميل والمشروع بالتغيير، فالمتأمل لقرارات بعض اللجن خلال السنوات الاخيرة يستطيع شم الارتجالية ومحاولات تكييف بعض القضايا لقضاء مآرب في نفس يعقوب، وهي امثلة تدخلت فيها غالبا سلطة الجامعة للالغاء او اعادة النظر في مراحل الاستئناف... اننا نعتقد ان الاسماء التي أساءت لكرة القدم الوطنية من قلب الجامعة مطالبة بالخروج من الباب الكبير لاعطاء الفرصة لدماء جديدة لها كفاءات تستطيع على الاقل تغيير الانتكاسات التي تتوالى على كرة القدم الوطنية، ونحن اذ نؤكد ان المشكل لايكمن في الرئيس كيفما كان اسمه، فإننا نؤكد في نفس الوقت ان المنعطف الذي قد تعيشه كرة القدم المغربية يبقى متجسدا في مدى قدرة الرئيس على تشكيل مكتب من اسماء جيدة ، مادامت الاغلبية التي سلطها الله على رقاب الجامعة اثبتت انها مطالبة بالرحيل او حتى الترحيل، وكفانا بحثا عن الكراسي والمصالح الضيقة، ولنلتفت جديا للرسالة الملكية بدل اتخاذها مقمة طللية دون تفعيل ودون تطبيق، فهي واضحة .... بقلم: محمد بلوش