اوائل الثمانينيات، كانت امل تزنيت فريقا مهاب الجانب في ملاعب اكادير خصوصا، وربما كانت مباراتها مع رجاء اكادير سنة 1983 برسم اقصائيات كأس العرش واحدة من اجمل ذكريات ارضية ملعب الانبعاث، حيث لفت لاعب تزنيتي قصير القامة كل الجماهير الحاضرة بمهاراته، وكان " بومزكو" حقيقة كبيرا امام فريق يمارس في القسم الاول آنذاك،فإذا لم تخني الذاكرة ، لم تنتصر الرجاء بكل ترسانتها المعروفة آنذاك إلا بهدف واحد لصفر.. في تزنيت، ذاكرة لكل من شئت، فتدخلات الحارس " ايليوي" عنيفة، ونفسها لذغات مدافع صلب من حجم " لابرا" ( اد جعى) ، ولتزنيت " اكجا" قبل ان يكون لانزا والحسنية، واظنه لقب شهير للاعب " جامع فرزاز"، كما في الامل آنذاك مهارات كبيرة كبومزكو، مبارك كابون، بيراز، واللائحة طويلة.. الملالي كان من مدافعي الفريق، حقيقة معروف بروح الدعابة، وببعض التدخلات العنيفة اذا اقتضتها الظروف، لكنه كذلك يغضب، والحادثة التي سنسرد من امثلة ذلك الغضب.. المكان ملعب الانبعاث، اوائل الثمانينيات، في مباراة نجاح سوس ضد الامل برسم ما كان يعرف ببطولة القسم الثاني حرف باء شطر الجنوب... كنت جالسا فوق مدرجات مافوق الباب الذي يخرج منه اللاعبون لاقتحام الميدان، بين جماهير امل تزنيت تحديدا، حيث لاحظت ان من بين المتفرجين رجل تقليدي اللباس، لم يكن يستمتع في كرة القدم الا بالسب والشتم، فقد شتم الحكم، وشتم لاعبي الخصم، بل واستهزأ من الملالي حين طلبه المدرب للتغيير في اواخر المباراة، والتي عرفت تقدم نجاح سوس بهدف واحد.. صاحبنا لم ينتبه الى خطورة سلوكه، وظل مصرا على توجيه جملة لازلت احفظها عن ظهر قلب الى اليوم: " واخرج الشيباني"..وفي لحظة ما، رفع الملالي رأسه ، وتأمل سحنة الرجل السخيف، دون ان يتمالك اعصابه، فأشار للرجل بالانتظار.. اعتقدنا ان القصة انتهت عند ذلك الحد..لكن، سرعان ما باغثنا الملالي فوق المدرجات بعدما غير لباسه الرياضي، وبدأ يصرخ في وجه الرجل غاضبا، متسائلا عن اسباب كل تلك الوقاحة، ولولا تدخل جمهور امل تزنيت لفك الاشتباك، لكانت الامور تصل ما لاتحمد عقباه .. بقلم: محمد بلوش