لعل أهم ميزة ستظل عالقة بذهن كل من تتبع أشغال الجمع العام السنوي العادي لفريق شباب هوارة لكرة القدم الذي عقد مساء الجمعة الماضية ، هو النقاش المثمر والبناء الذي أعقب قراءة التقريرين الأدبي المالي ، والمشاركة المتميزة والإيجابية لمنخرطي الفريق في جو من الشفافية والنزاهة والديمقراطية وكلها أشياء قلما نجدها في الجموع العامة للفرق السوسية التي يغلب عليها صوت المسير الدائم ويقل فيها الإستماع الى المنخرط الذي عادة ما يقمع أو يخوف ، فيما قدم جمع عام شباب هوارة صورة بهية وحضارية على ما يجب أن يسود من ديمقراطية وحوار حضاري للتعبير عن كل الأفكار التي تساير أو تعارض توجهات المكتب المسير ، وهي ميزة ينفرد بها حاليا الفريق الهواري ونتمى أن تنتقل هذه العدوى الحميدة الى بقية الجموع العامة للأندية السوسية كبيرها وصغيرها . جمع عام الفريق الهواري عرف حضور 26 منخرطا بالنادي من أصل 39 وترأسه النائب الأول لرئيس المكتب المسير الحاج حميد توفيقي ، فيما فضل الرئيس السيد موسى الهبزة الجلوس الى جانب المنخرطين ، وفضل الهواريون هذا الإجراء درءا لكل مشكل محتمل مع المجموعة الوطنية والجامعة التي كانت قد أوقفت الرئيس لأزيد من سنة ، التقرير الأدبي قدم جردا مفصلا بمسيرة الفريق طيلة الموسم ومجموع الإنتدابات التي قام بها مشيرا بأن المسيرة التقنية للفريق كانت موفقة رغم عدم الظفر باحدى بطاقتي الصعود الى القسم الأول ، وأرجع التقرير ذلك الى عدة أسباب منها البرمجة التي لم تكن رحيمة ، والقرارات الجائرة لبعض الحكام في عدد من مقابلات الفريق ، والتوقيف المتكرر لرئيس الفريق ومدربه ، تداعيات التعرض الوهمي للوداد البيضاوي ، و النقص على مستوى حراسة المرمى بالرغم من كون الفريق يتوفر على أقوى خط هجوم ، وذكر التقرير بحصيلة الفئات الصغرى للفريق التي لم تكن في المستوى المطلوب لعدة عوامل منها ضعف البنيات التحتية بالمدينة وعدم توفر الفريق على إدارة تقنية مشرفة على هذه الفئات . وبخصوص التقرير المالي أوضحت نتائجة استمرار معاناة الفريق من العجز المالي الذي فاق خلال موسم 2007/2008 مبلغ 21 مليون سنتيم لينضاف هذا العجز الى عجز المواسم الماضية الذي يبلغ ما يزيد عن 195 مليون سنتيم ، وأشار أمين مال الفريق أن نسبة 81 في المئة من ديون الفريق يتحملها أعضاء المكتب المسير للفريق ويتحمل رئيس الفريق نسبة النصف منها لوحده ، وبلغت المداخيل العامة للنادي خلال الموسم الحالي أزيد من 388 مليون سنتيم منها 125 مليون سنتيم كمنحة من بلدية أولاد تايمة أي ما يمثل 32 في المئة من مداخيل الفريق ، فيما بلغ مجموع مصاريف النادي خلال الموسم ما يفوق 417 مليون سنتيم ، 84 في المئة منها خصصت لتأدية أجور ومستحقات اللاعبين والأطر التقنية . وخلال النقاش الذي أعقب قراءة التقريرن ركزت تدخلات المنخرطين على ضعف الإهتمام بالفئات الصغرى وقلة الممارسين الصغار والمشاكل التي يعاني منها فريق شباب الفريق بالبطولة الوطنية وتداعيات توقيف عدد كبير من لاعبي هذه الفئة ، بالإضافة الى كثرة انتدابات الفريق بالنسبة لفريق الكبار بالرغم من عدم نجاح معظم هذه الإنتدابات التي كلفت الكثير لميزانية الفريق ، فيما أشارت التدخلات التي همت التقرير المالي الى عدم تضمن التقرير للمساعدات العينية التي تقدمها بلدية أولاد تايمة للنادي ، بالإضافة الى إثقال كاهل ميزانية الفريق ببعض المصاريف الزائدة التي يمكن الإستغناء عليها مستقبلا ، مع ضرورة تثمين مجهودات المؤسسات الاقتصادية والأشخاص الداتيين الذين يساندون الفريق ماديا والإشارة اليها بالإسم في التقرير المالي بدل إدخالهم في خانة هبات وتبرعات . وبعد نقاش مستفيض ورود المسيرين وتعقيبات المنخرطين الذين انخرطوا بحماس وبروح من المسؤولية في مناقشة كل صغيرة وكبيرة تهم مسيرة الفريق تمت المصادقة بالاجماع على التقريرين الادبي والمالي ، لينتقل الجمع الى نقطة تجديد الثلث حيث كان المكتب المسير للفريق قد حدد أربعة أسماء لمغادرة المكتب منهم عضوين انقطعوا عن الممارسة منذ بداية الموسم الحالي فيما تم التعرف على العضوين الاخرين بواسطة القرعة وبعد نقاش بين المنخرطين واعضاء المكتب تم منح نائب رئيس الفريق صلاحية تجديد الثلث أي إضافة خمس أعضاء جدد لمكتب الفريق بعد ان كان عضو خامس قد انسحب من عضوية المكتب أثناء الجمه العام نظرا لكون ثلث أعضاء المكتب الذي يجب تجديده هو خمسة أعضاء وليس أربعة .