في حوار له مع احدى الصحف المغربية الصادرة مؤخرا، تحدث السيد عبد الله ابو القاسم عن امور شتى، ضمنها رفضه الحاد اعطاء الكلمة لمحمد ميسا، احد قيدومي الحسنية، الذي قال عنه بأنه لم يكن ابدا من مؤسسي الفريق كما يدعي، كما تحدث السيد ابو القاسم عن وجود جهة ما تستهدفه شخصيا من خلال تسخير اطفال لسبه او التلفظ في حقه بعبارات نابية في ملعب الانبعاث، بل ذهب ابعد من ذلك، حين وسم بعض جمهور الحسنية ب" الشمكارة" وهو التعبير الذي قد يصعد من الغليان والتنافر ما بين مكتب الحسنية وجمهورها فيما يأتي من أيام، سيما واننا على بعد اسابيع قليلة جدا من انطلاق المنافسات... انا اتفهم كل تصريحات السيد ابو القاسم،واحترمه ليس اليوم فقط، بل منذ سنوات بعيدة، لكنني حقيقة لم اجد داعيا يجعله يطلق هذا المصطلح على بعض جماهير الحسنية، والتي نعرف عنها المثالية والانضباط، سواء داخل الميدان او خارجه،بل، يحق للحسنية ان تفتخر بهؤلاء" الاطفال" كما سماهم، لأن الفريق خلال السبعينيات والثمانينيات لم يكن له جمهور يقارن بجمهور رجاء اكادير، وكل ما في الامر نخبة من " البقالة" او الشيوخ الطاعنين في السن، ممن جايلوا وهم في ريعان الشباب السنوات الاولى لفريق الحسنية منذ ما قبل الاستقلال.. كان على السيد ابو القاسم ان يذكر اسباب غليان جمهور الانبعاث في حقه،والتي انطلقت من العيون،وبالتالي، كان على مكتب الحسنية ايضا تبرير انتداب عناصر مترهلة الموسم الماضي، استنزفت مالية الفريق دون اية اضافة تذكر،كان عليه ان يفصح عن الجهات التي تستهدفه وينعتها بالاسم بدل الاستبسال فقط في سب الجمهور ونعت جانب منه ب" الشمكارة".. ان الخلاف بين مكتب مسير وبين الجمهور ظاهرة ليست مرضية،والدليل على ذلك، انه لم يسبق قط طيلة السنوات التي التحق فيها السيد ابو القاسم بالفريق ان حدث مثل ما حدث،بل، ان الواقعية تفرض نفسها حسب صورة ونتائج الحسنية منذ غياب لحسن بيجديكن عن الرئاسة، بحيث نزل الفريق من برج عاجي توجه ببطولتين الى فريق ضعيف، جعل اشاعات تروج بقوة بين الاوساط الرياضية الآن، وتذكيها اقلام صحفية رياضية لا تخفي عداءها القبلي لسوس ، حيث ان من التخريجات الغريبة ان الحسنية لم تتوج ببطولتين الا بأساليب ليست على كل حال ذات صلة بالمستوى الرياضي او القوة، وربما لعب تراجع الفريق المهول بعد التتويج دورا في خلق تلك الاشاعة التي ننتقدها نحن بشدة، لكنها متداولة للاسف.. جمهور الحسنية انيق، ولا يجب المساس به من خلال نعوت " الشمكارة" او " الكلاب"( اخر جملة في الحوار تضمنت تلميحا للكلمة" القافلة تسير والكلاب تنبح" )، بل من العيب جدا الا نمسك الاعصاب لحظة الغضب، لنتفوه بتعابير لا تستقيم والتكوين التربوي للسيد الرئيس، الذي كان رجل تعليم قبل ولوج الرياضة،ومن الصعب فعلا تقبل مثل هذا الكلام الذي تبحث عنه جرائد كثيرة لتحقيق اثارة ومبيعات دون ان تهتم اصلا بالحسنية، وهنا نتحدى من يجادل، ان يطلع القراء على عدد المقالات التي نشرتها الجريدة المذكورة حول الحسنية، مقارنة بفرق الجيش الملكي واندية الدارالبيضاء،وحين اقول المقالات، فإنني لا اقصد العناوين بل حجم تلك المقالات، التي لا يتجاوز فيها حضور اخبار سوس عامة نصف ربع صفحة من حجم التابلويد... للاشارة فقط، وقبل انطلاق مباراة الحسنية ضد الكوكب في اكادير، ألقت مصالح الامن القبض على شبان وفتيان مراكشيين كانوا في حالات تخذير وسكر، ولم تطلعنا الاخبار عن وجود " سوسيين اطفال شمكارة" بين من زج بهم بين ردهات الاعتقال، فهل معنى ذلك ان جمهور الحسنية انما " تشمكر" بعد عودة الفريق من العيون؟ بهذه السرعة؟ ما هذا المنطق؟ أيجوز هذا الامر؟.. بنفس درجة تقديرنا للسيد ابو القاسم، ولجمهور الحسنية، فإننا نعيد ونؤكد ان الخلاف بدأ بشكل صغير في العيون، وكان من الممكن احتواءه بكل سهولة، بدل تمسك كل طرف بصلابته،بل ان التلويح بلقاء اذاعي نعتقد انه من الخطورة بمكان في ظل الوضع الحالي، خاصة لو اعتمد الاتصال الهاتفي المباشر، حيث سيسمع المستمع ربما كلاما لا اخلاقيا ومهينا حتى للاذاعة التي ستنظم اللقاء، فمن يضمن ان المشاركين سيكونون من بين جمهور الحسنية اصلا؟ وهل من الامانة ان تنسب كل التدخلات آنذاك لجمهور كرة القدم السوسية الفعلي؟... بقلم: محمد بلوش