حقيقة ان مباريات السد التي تلزم الفرق المتزعمة للاشطر الاربع في القسم الاول هواة، جائرة وغير منصفة. فما معنى ان تحتل الرتبة الاولى، وتصرف من دم جوفك من اجل توفير الظروف المناسبة لتحقيق الصعود، وبعد ذلك، شقاء وعناء الموسم بأكمله تضعه بين كفي عفريت في مباراة من 120 دقيقة على الاكثر، ان لم تحسم بضربات الجزاء؟ هل من المنطقي تصريف كل ذلك الجهذ والعناء في 120 دقيقة تلعب عادة في حر الصيف، وغالبا بدون جمهور مكثف او متابعة اعلامية خاصة من التلفزيون؟.. بين القسم الثاني والنخبة لا إشكال، يتم تبادل فريقين كل سنة، اي ان النازلين من النخبة يعوضان آليا بالمحتلين للصف الاول والثاني من القسم الثاني، وهنا سنلاحظ كيف ان الثاني في هذا القسم يصعد بدون سد، ويعامل مرتبة الاول تماما، في حين ان الاوائل في الاول هواة قد لا يصعدون في حال الفشل في سد.. في القسم الثاني هواة الرتبة الاولي تعني الصعود دون سد، وفي القسم الوطني الثاني نفس الشيء، وهنا سنلاحظ ان القاعدة تخرق فقط في حالة القسم الاول هواة، بحيث قد تحتل الرتبة الاولى فيقال لك بالدارجة " ءيخلف عليك الله ، ألزم باب دارك "، دون صعود نهائيا... من الحلول التي قد يفكر فيها كثيرون، العمل على تقليص عدد أشطر القسم الاول هواة، فبدل اربعة يمكن الاكتفاء بمجموعتين، الاولى تضم ما بين مراكش والداخلة، أي ثلاث عصب جهوية، والثانية من مراكش نحو الشرق و الشمال ، لكنه طرح لا نعتقده سهلا في التطبيق، بحيث سيؤثر على القسم الثاني هواة بالتحديد، والتي لا يمكن ان تتقلص آليا الى مجموعتين لتساير الاول هواة، ففرق هذا القسم ستنهك ماديا وتضطر للفناء وليس الى مجرد عويل او صراخ... لكن الحل الذي يطرحه آخرون، ونجد فيه بعض الوجاهة، هو ضرورة سن تغيير جديد على مستوى القسم الوطني الاول، فبما أن امتياز صعود الثاني فيه قد منح له، فإنه كمقابل لا بد من ان يلعب المحتل فيه للصف الثالت عشر والرابع عشر مباراة سد ضد الفرق المنهزمة في سد القسم الاول هواة، صحيح اننا نبقي هنا للاسف على شيء نمقته وهو مباريات السد، لكن على الاقل وجدنا سبيلا الى امكانية منح الفرق التي احتلت الرتب الاولى تلك مزيدا من الفرص، في انتظار مراجعة شاملة من الجهاز الوصي لمنظومة وتدبير وبرمجة الدوري المغربي في كل درجاته، نحن هنا لم نقدم حلولا لتجاوز الاشكال، فذلك من اختصاص واجتهاد فقهاء التدبير الكروي، لكن نتضامن بقوة مع هذا المطلب، اذ لا اعتقد ان فريقا ما في دوري ما، وببلد عالمي ما، يمكن ان يتزعم البطولة دون صعود او تتويج الا في حالتنا هاته تقريبا، كما لا اعتقد ان المنتوج الكروي لاقسام الهواة ليس بذي قيمة، بل العكس تماما، يعرف في بعض اللحظات أوجه، ويجلب اليه انظار جمهور غفير، ويقدم عروضا ارقى في كثير من الاحيان من منتوج النخبة نفسه،وهذا يمكن ان نلاحظ بعض تجلياته في تزايد حدة مناوشة فرق الهواة للفرق الكبيرة في منافسات كأس العرش، والتي قد ينجح فيها الصغار من الاطاحة بالكبار بدون مركب نقص. وما دمنا نخاطب الجامعة الوصية في هذا الشأن، فإنه لا بأس من اعادة التشديد على ضرورة اعطاء اهمية اضافية للقسم الثاني هواة، خاصة على مستوى عدد فرق المجموعات، حيث يبدو من العبث والحمق الابقاء في بعضها على عدد فردي، وإلزام كل فريق بالخلود الى الراحة حسب الدور.. نريد اضافة الفريق الثاني عشر على الاقل، بل لم لا ترفع العدد الى 14 مثلا، من اجل مزيد من الاحتكاك وصقل الموهبة، ومن اجل توفير مدى زمني مريح في عمل المدربين في هذا القسم، مع انعاش القطاع الكروي في مدن كثيرة، لا تتوفر للاسف الا على فريق في القسم الثاني هواة، كأكدز، وارزازات، تزنيت، كلميم... بقلم: محمد بلوش