لم تختتم بعد منافسات الدوري الوطني لكرة القدم في مجموعة الهواة وستواجه الفرق المتصدرة في الأشطر الثلاثة الأصعب بدخول مرحلة السد. ويحدث هذا في زمن توقفت فيه الدوريات المحلية في العالم وتتجه الأنظار الى جنوب افريقيا حيث المونديال، وظلت فرق الهواة بالقسمين الأول والثاني تصارع في موسم استثنائي حكم فيه على عدد كبير من الفرق في كل شطر بالنزول وذلك وفق ما تفرضه الهيكلة الجديدة التي تعتمدها جامعة الكرة. وفي عز الصيف وحره إضطر مسؤولو الفرق الثلاثة المؤهلة الاحتفاظ باللاعبين في تجمعات يتحملون تكاليفها وموفرين المتطلبات اليومية في انتظار موعد منافسات السد، ويبدو أن بلدنا وجامعتنا المحترمة تبقى الوحيدة التي تعتمد نظام الصعود من مجموعة الهواة الى مجموعة النخبة عبر قناة السد، وفي هذا الأسلوب يختزل جهد موسم كامل في مباراة أو مبارتين وقد يبتسم الحظ أو تتبخر الأحلام ويضيع كل شيء. إنه بالفعل قرار ظالم يفرض على فرق بذلت جهدا كبيرا وتحملت أعباء مالية ومعنوية في دوري وطني صعب المسالك، وأنها المسار في الرتبة الأولى بفرض إجراء مباريات «السد» وتعتبر بذلك مايشبه الصراط المستقيم؟ فريق هلال الناظور أنهى الموسم في صدارة شطر الشرق برصيد 62 نقطة محققا تسعة عشر انتصارا مؤكدا بذلك أنه الأقوى في مجموعته ومكلفا مسيريه مصاريف كبيرة، وبلغنا أن بعض لاعبيه الأساسيين قد يغيبوا عن مرحلة السد من بينهم الهداف خالد هيدان لكونه يعاني من إصابة تعرض لها في حصة تدريبية؟ ولاعبوه ملتزمون بالتداريب ويفكرون في المنافسات الحاسمة التي تنتظرهم. فريق الاتحاد الرياضي لآيت ملول بدوره وقع مرة أخرى على موسم جيد وتمسك في الدوري بالرتبة الأولى وتشبث بها منذ مدة، وأنهى المسار في الصدارة بفارق مريح من النقط، والأعلى في المجموعات الثلاثة (73 نقطة) منتزعا 21 انتصارا، ويحظى الفريق الملولي بدعم فعاليات كثيرة في بلدته والطموح كبير للانتقال الى القسم الثاني بالصفوة. والرجاء الملالي ممثل منطقة تادلة لم يتخلص من هموم السد، مرة أخرى يجدد طموحه ويتشبث بالأمل، ويوجد في المرتبة الأولى برصيد 62 نقطة من ثمانية عشر انتصارا وأمامه عقبة (الباراج) وحلمه رفقة هلال الناظور الرجوع الى حظيرة الكبار واسترجاعه موقع ضاع منه بالأمس لأسباب عديدة. الفرق الثلاثة هلال الناظور، رجاء بني ملال، واتحاد آيت ملول أوفدت مسؤوليها يوم الثلاثاء الى الرباط، وفي اجتماع مع ممثلي الجامعة ومجموعة الهواة تحدد موعد الامتحان العسير المعنون بالسد. وستقام المباريات الثلاثة في ملعبي المسيرة بآسفي والبلدي القنيطرة في ثلاث مواعيد السبت 3 يوليوز- الأربعاء 8 والأحد 11 من نفس الشهر، وينتظر أن يصعد فريقان من بين الثلاثة عقب المنافسات التي ستنتهي بانتهاء المونديال؟ فإلى متى تستمر «كرتنا» بنظام الجامعة تعتمد أسلوب «السد» في انتقال الفرق من قسم الهواة الى النخبة. وهل أدرك المسؤولون أن هذا الأسلوب لا يفرز الأجدر بالصعود لما فيه من ضغوط نفسية وأجواء مشحونة بالخوف والقلق وما يحيط بالمباريات في هذا المجال من كواليس؟ ويبقى السد نظام ظالم في حق فرق تبذل جهدا كبيرا وتتحمل تكاليف مادية ومعنوية من أجل تصدر الدوري. هذه الفرق التي تتألق طيلة الموسم وتؤكد قوتها باستمرار تترجم بالجهد والاجتهاد أحقيتها في الترقي والانتقال الى «النخبة» بدون حواجز وبدون العبور عبر «قنطرة» تسبقها علامة تعلن وجود «خطر متنوع» محتمل؟ فهل هي المرة الأخيرة في نظام يفرض السد؟ وهل أدرك المسؤولون أن الصعود المباشر سيعفي جامعتنا ومعها الفرق المعنية من هموم وشدائد؟