لم يتم الحسم بعد في صعود فريقين من ثلاثة من القسم الأول هواة إلى القسم الثاني في مجموعة النخبة، ورغم انتهاء المونديال ومختلف البطولات في جميع الأقطار تمددت مرحلة السد في بلادنا وفرضت مباراة فاصلة في محطة رابعة ستقام عشية السبت القادم، تفرز فريقا من بين طرفيها: الاتحاد الرياضي لآيت ملول والرجاء الملالي. وكان لابد من لقاء حاسم وفاصل في حلقة ضمن مسلسل السد خلافا لما راج عقب إعلان صعود فريق هلال الناظور بتحقيقه التعادل الثاني (2-2) حيث دار الحديث حول اعتماد القرعة في التعرف على الفريق الثاني، وقيل لمسؤولي الفريقين الملالي والملولي أن القرعة سيتم سحبها بمقر الجامعة بعد ثمانية وأربعين ساعة عن المباراة الأخيرة، لكن الفصل 5-28 من القوانين العامة لجامعة كرة القدم يشير الى برمجة مباراة فاصلة عند تعادل الفريقين المتنافسين في كل شيء. وهكذا يضاف فصل آخر من المعاناة والمحن الى فرق الهواة في مرحلة السد ويضطر فريقا رجاء بني ملال واتحاد آيت ملول الإحتفاظ باللاعبين والاستمرار في تغطية التكاليف ماديا ومعنويا في عز الصيف ومواصلة التباري في موسم تأخر عن موعد نهايته. ويستمر الفريقان في التحضير في أجواء مشحونة يخيم عليها الحذر والحيطة، ويختزل فيها جهد موسم كامل في مساحة مباراة قد تتسع من 90 دقيقة الى شوطين اضافيين وربما تفرض ضربات الحظ؟ ونتساءل هل تكون مرحلة السد منصفة وعادلة تفرز الفرق التي تستحق الصعود؟ وما دور الحظ في هذه اللقاءات الحاسمة؟ وهل يعقل أن يفرض المرور عبر قناة السد المحفوفة بالمخاطر للالتحاق بمجموعة النخبة؟ وتجد الفرق الثلاثة نفسها أمام عقبة خطيرة في النهاية تجسد بوابة العبور؟ في شطر الشرق بذل فريق هلال الناظور جهدا كبيرا لينهي المسار في الرتبة الأولى متقدما عن مطارده نهضة بركان بفارق خمس نقط، وحقق فريق الناظور تسعة عشر انتصار وتعادل في خمس مباريات وانهزم في ستة، وجمع اثنين وستين نقطة في موسم لم يكن مفروشا بالورود. وفي شطر الوسط عمل فريق رجاء بني ملال على حفر الفارق الذي يفصله عن فريق النادي السالمي في الرتبة الثانية وجعله في عشر نقط. ولم يتنازل الفريق الملالي عن الصدارة منذ مدة موقعا على حصيلة جيدة كسب فيها إثنين وستين نقطة من ثمانية عشر انتصارا وثمان تعادلات وأربعة هزائم فقط. وفي شطر الجنوب جمع فريق الاتحاد الرياضي لآيت ملول ثلاثة وسبعين نقطة موقعا على موسم جيد ومحققا أكبر رصيد في المجموعات الثلاثة من 21 فوز و10 تعادلات وهزيمة واحدة فقط. ... نعم... وللأسف فرض على هذه الفرق الثلاثة بعد الذي أنجزته في موسم كامل، في رحلة «الشتاء والصيف» الخضوع لمنافسات السد والاحتكام الى مباريات حاسمة، فاصلة، قد لا يكون فيها اللاعبون في أوج العطاء، وقد يلعب فيها الضغط النفسي دوره السلبي وتتبخر الأحلام؟ واليوم وبعد ثلاثة محطات ضمن هلال الناظور الصعود ويضطر الفريقان الملالي والملولي الاحتكام الى مباراة حاسمة من أجل المقعد الثاني لتستمر بذلك رحلة العذاب عبر الصراط المستقيم المعنون بالسد؟ فهل تنتبه جامعتنا الموقرة الى هذه الشريحة في المجتمع الرياضي وفي قسم الهواة، شريحة تنتج أكثر من 140 لاعب في الموسم يلتحقون بفرق الصفوة وتؤطر عددا كبيرا من الشباب وتمثل أحياء، قرى وبوادي وأرياف وتضطر للعبور الى الصفوة عبر مصفاة السد، فهل تعفيها الجامعة من هذه المحنة مستقبلا باعتماد نظام الصعود المباشر وتغنيها عن محن وشدائد. وفي انتظار التغيير لازال الرجاء الملالي والاتحاد الملولي في عنق الزجاجة.