قال عبد الهادي السكتيوي مدرب حسنية أكادير، إنه لن يسمح برحيل أي لاعب من الفريق نهاية الموسم، في إشارة إلى العروض التي يتوصل بها لاعبوه ، أبرزها عرض الرجاء والوداد لإسماعيل الحداد. وأضاف السكتيوي في حوار مع «الصباح الرياضي» أن مشروع الحسنية الذي بدأه هذا الموسم ماض في الطريق الصحيح، ولن يسمح بفشله برحيل أي لاعب من الفريق، موضحا أنه لن يكون هو الآخر عرضة للعروض المغرية، لأنه لا يريد تغيير فريقه الحالي، وأنه صاحب كلمة لن يبيعها ولو بمال الدنيا. وأوضح السكتيوي أنه يرفض أن يصاب لاعبوه بالغرور، بعد النتائج الجيدة التي حققوها هذا الموسم، آخرها الفوز على الرجاء، لأن العمل مازال متواصلا من أجل إعادة الصورة الحقيقية للفريق، بالمنافسة على الألقاب في المواسم المقبلة. وفي ما يلي نص الحوار: س/ كيف تفسر تألق حسنية أكادير في بطولة الموسم الجاري ؟ ج/ بعد كل عمل جيد، يجب انتظار النتائج الجيدة. أعتبر أن النتائج التي حققها الفريق أخيرا، عادية، وتحصيل حاصل بعد مجهود كبير، قام به الطاقم التقني واللاعبون والمكتب المسير. بالمقابل يجب علينا أن نبقي أقدامنا على الأرض، وألا نصاب بالغرور، بعد النتائج الجيدة التي حققناها أخيرا. ينتظرنا عمل كبير في الموسم المقبل، كي نظهر الوجه الحقيقي لحسنية أكادير، وللحفاظ على المكتسبات التي حققناها هذا الموسم. نحن على دراية بمؤهلاتنا والإمكانيات التي يتوفر عليها الفريق، وسعيد بأننا استبقنا المراحل للوصول إلى هذا المستوى الجيد. س/ هل يمكن القول إن الحسنية بات جاهزا للفوز بالألقاب ؟ ج/ لا أعتقد أن التفكير في هذا الأمر من الآن سيكون جيدا، بحكم أن عملا كبيرا ينتظرنا كما قلت لك. قدمنا مباريات جيدة وفزنا على الرجاء الرياضي وغيره من الفرق الكبيرة، لكن ذلك لا يعني شيئا، لأننا بالمقابل ضيعنا نقاطا في مباريات أخرى. الرجاء وغيره من الفرق، تتوفر على إمكانيات كبيرة وعلى تاريخ حافل بالإنجازات، والفوز عليها يكون مهما، لكن لا يجب أن نضخم الأمور. الفوز على الرجاء بملعب محمد الخامس يبقى تاريخيا، بحكم أن الفريق الأكاديري لم يفز في الدارالبيضاء منذ سنوات كثيرة جدا، لكن يجب أن نعطي لكل أمر حجمه الحقيقي. س/ ما سر تطور مستوى اللاعبين ؟ ج/ لا يوجد سر محدد، بقدر ما هناك عمل كبير نقوم به داخل الفريق، وذلك من أجل تحفيز اللاعبين نفسيا وبدنيا، ومنحهم الثقة الضرورية لتحقيق نتائج جيدة. بالنسبة إلينا نحضر اللاعبين قبل كل مباراة بدنيا ونفسيا، من أجل أن يكونوا يوم المباراة في الجاهزية المطلوبة. في بعض الأحيان يتمتع اللاعب بثقة كبيرة في أحد المباريات، ويبهرك بمستوى جيد، وبالتالي فإنها تكون فرصة كبيرة له من أجل إظهار إمكانياته وثقته العالية في النفس. المهم بالنسبة إلي هو ألا يصاب اللاعبون بالغرور، وأن يواصلوا العمل على الأهداف التي سطرناها مع إدارة الفريق. س/ ماذا عن أهدافك مع الحسنية ؟ ج/ قبل توقيعي على عقد يمتد لثلاث سنوات مع حسنية أكادير، وضعنا أهدافا في كل سنة، وكما قلت لك أنا سعيد بأننا تمكنا من تحقيق جزء كبير منها هذا الموسم. في الموسم المقبل سيكون للحسنية وجه آخر في البطولة، ويمكن أن يتنافس على الرتب الأولى، لكن ذلك لا يمنعني من القول إن عملا كبيرا مازال ينتظرنا، بحكم أننا في السنة الأولى من المشروع الذي اتفقنا عليه في البداية. س/ هل أثر غياب الحارس فهد الأحمدي على الفريق ؟ ج/ غياب فهد الأحمدي على الفريق كان بداعي الإصابة، لكننا نتوفر على بدلاء جيدين كما تابع الجميع في مباراة الرجاء. ما يقلقني أكثر في الدورات الأخيرة، هي الغيابات الكثيرة للاعبين أساسيين، وذلك راجع للإصاباة خاصة كثرة الإنذارات، بحكم أننا في نهاية الموسم، حيث تتراكم فيه الإنذارات، ما يجعلنا في كل مرة مضطرين إلى البحث عن بدلاء للاعبين الأساسيين، ومن الضروري أن تتأثر المجموعة. بل كل مباراة فإننا ندرس المنافس أكثر، من أجل وضع التشكيلة المناسبة التي بإمكانها تعويض الغيابات. س/ هل ستستمر في الاعتماد على اللاعبين الشباب ولاعبي الهواة ؟ ج/ يجب أن نعلم أولا أن النجوم تأتي من الأحياء ومن فرق الهواة. الأسماء التي تألقت في سماء كرة القدم الوطنية، أتت من فرق الهواة والأحياء، وهذا يدفعنا إلى البحث عن لاعبين موهوبين من هذه البطولات. غير أنه في السنوات الأخيرة، نسجل بأسف غياب فضاءات لاكتشاف المواهب، إذ تقلص عددها مقارنة بالسابق. بالنسبة إلى حسنية أكادير هناك لاعبون مهمون بالفريق اليوم، أتوا من فرق الهواة والأحياء، وهاهم اليوم يقدمون مستوى جيدا، وباتت قيمتهم مضاعفة. لم يكن يعرفهم أحد في السابق، غير أننا تعبنا معهم من أجل الرقي بمستواهم، والوصول إلى ما وصلوا إليه اليوم. علي أيضا أن أثني عليهم، لأنهم أبدوا رغبة وقابلية للتعلم وتطوير مستواهم، وذلك لن يرجع بالنفع فقط على الحسنية، وإنما على كرة القدم الوطنية والمنتخبات الوطنية، بحكم أن لاعبين شبابا بالحسنية اليوم حملوا قميص المنتخبات الوطنية. س/ لكن كيف ستتعاملون مع العروض المغرية من الرجاء والوداد وغيرهما لخطف هؤلاء اللاعبين مثل الحداد وأوبيلا ؟ ج/ سأعقد اجتماعا مع مسؤولي الفريق بخصوص هذا الموضوع، لأنه مهم جدا. لا أريد رحيل أي لاعب من الحسنية في نهاية الموسم، لأن ذلك من شأنه أن يضر بمشروعنا الذي بدأنا فيه هذا الموسم. أريد الحفاظ على الثوابت المهمة الفريق، وعلى السير الجيد للمشروع الذي بدأناه مع الفريق. لدينا برنامج تأهيل وتكوين فريق قوي، وعلينا الاعتماد فيه على هؤلاء اللاعبين الذين بدأنا العمل معهم، ولا يعقل أن نسرحهم إلى وجهة أخرى، لأن ذلك سيضر بالمشروع وسيؤثر عليه، ولن أسمح بذلك. الفريق يلعب بارتياح، إذ لا نعاني أي مشكل، وبشهادة الجميع فالحسنية يقدم الفرجة، بالإضافة إلى النتائج الجيدة. س/ وهل ستقبل بعرض مغر مستقبلا ؟ ج/ أريد التأكيد على أنني لن أغير الحسنية بأي فريق آخر، ولو بمال الدنيا، لأنني إنسان مبدأ وكلمة، ولا يمكنني أن أبيعها بأي ثمن. في السابق لم أدرب لمدة وصلت إلى 14 شهرا، وتوصلت بعروض مغرية من الإمارات وقطر وليبيا، ثم من فرق وطنية مثل الجيش الملكي والدفاع الجديدي والوداد الرياضي، ولم أقبلها بسبب التزامات عائلية. اليوم أنا ملتزم بعقدي مع حسنية أكادير، وبالمشروع الذي بدأناه هذا الموسم، ولا يمكنني أن أتراجع عنه، تحت أي ظرف. * أجرى الحوار: العقيد درغام *نشر بجريدة الصباح يوم السبت29 مارس 2015 المدرب السكتيوي في سطور الاسم الكامل: عبد الهادي السكتيوي تاريخ الميلاد: 25 فبراير 1965 متزوج وأب لأربعة أطفال بدأ مساره الكروي في المغرب الفاسي توج بطلا للمغرب مع المغرب الفاسي 1985 لعب في الفتح الرياضي والاتحاد البيضاوي حاصل على دبلوم في الطب العسكري حاصل على دبلوم معهد مولاي رشيد لتكوين الأطر حاصل على دبلوم الجامعة الفرنسية لكرة القدم حاصل على دبلوم إنجليزي للتدريب عالي الجودة بهولندا «كام جيبي» حاصل على دبلوم مكون من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أشرف على حسنية أكادير من 1994 إلى 2000 عمل مسؤولا جهويا على الرياضة في جهة سوس ماسة درعة عمل مشرفا على المنتخبات الصغرى في عصبة سوس بورتري السكتيوي …وراء كل عظيم امرأة سطع نجم عبد الهادي السكتيوي مدربا لحسنية أكادير هذا الموسم، ليظهر جانبا من جوانب إمكانياته التقنية والتدريبية مع فريق، أصبح يقارع الكبار، بل بات يهزم فرقا كبيرة بملعبها مثل الرجاء الرياضي. الجميع يعرف عن السكتيوي البالغ من العمر 50 سنة، هدوءه، لكن من وراء الأخير، هناك مسيرة كروية حافلة مملوءة بالأرقام القياسية بالبطولة الوطنية، وبالدبلومات التي حصل عليها، تجعله من المدربين المتميزين محليا، غير أن تواضع الرجل جعله يعمل في صمت. يملك السكتيوي في مسيرته التدريبية خمسة دبلومات من فرنسا وانجلترا والمغرب والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، جعلته مرصعا بالخبرة الكافية لقيادة فريق ما للنجاح، شريطة العمل على مشروع متوسط المدى. وما يحققه مع الحسنية هذا الموسم دليل على ذلك. ولم تتوقف دبلومات السكتيوي عند هذا الحد، بل يتوفر على دبلوم "الوفاء"، علما أنه المدرب الوحيد الذي بقي مع فريق وطني لمدة وصلت إلى ست سنوات، بعدما أشرف على حسنية أكادير من 1994 إلى 2000، لتكون العودة ميمونة هذا الموسم. إذا تحدثت مع السكتيوي، تجده في قمة التواضع، لدرجة أنه يكتفي بالسكوت عندما تذكر له كل هذه الدبلومات التي يتوفر عليها، والأعمال التي قام بها سابقا، إذ عمل مسؤولا جهويا على الرياضة في جهة سوس ماسة درعة، ثم مشرفا على المنتخبات الصغرى في عصبة سوس. ولأن وراء كل رجل عظيم امرأة، لا ينسى السكتيوي أمه التي أفنت مجهوداتها ومالها وكل ما لديها من أجل أن يصل الابن البار إلى الرتبة التي يتوفر عليها، وفي حديثه دائما ما يرجع نجاحاته إلى أمه الجليلة، ويهدف إلى رد الجميل، كأفضل بطولة ينتظر الفوز بها في حياته.