صدحت الصحف الوطنية بخبر هذه الأيام ، منسوب للمدعو المقرىء أبوزيد ، واستفز به مشاعر الامازيغيين ، خاصة فئة التجار التي لها في نظرنا علاقة ما بالقطاع الرياضي، كبقية شرائح المجتمع ، دون تمييز في العرق أو الإثنيات ، بحكم انفراد المغاربة بالتنوع والوحدة، وهو معطى شرف الحضارة المغربية عبر التاريخ. السيد " ابوزيد" ، وهو يستفز المغاربة من أجل إضحاك حفنة من " مريدي" كلامه الفارغ في مفاهيم الهوية ( لاحظنا ان كلماته بعيدة عن الاتساق والانسجام ، فقيرة معرفيا في مجال ليس مؤهلا للخوض فيه بكل موضوعية)، قلت، السيد ابوزيد تماهى تماما مع الطفيلي المسترزق " ابوزيد السروجي" في منطوق المقامات الشهير، فقرب التنائي سروجي المشرق من صنوه سروجي المغرب الساعي الى بترودولار، تماما بأسلوب الطفيليين التقليديين الذين حفظت ادبيات عربية حكاياتهم ، ولسنا في مجال سرد نماذج منها في هذا المقام . لقد وصف السيد " المتنور" الامازيغ بالبخل ، وهو توصيف جارح وتعميمي، لكون الجاحظ ألف في أجداد أبي زيد وأمثاله مثالب وحكايات ، وفي مصادر كثيرة مايدل على تفشي البخل بين العرب الذين كان يخاطبهم متنورنا أنفسهم، دون أن نمتلك في الأصل كتابات ووثائق تاريخية وأدبية تدين ( عرقا عندنا في المغرب لن أسميه حتى لا اتهم بالعنصرية) كما قال السروجي المغربي، وهذا من أقوى الدلائل على ضعف الخطاب والتورية، فالتصريح بالعرق يامتحدث عن الهوية واضح منذ استعمالك جملة " عرق عندنا" وطبعا صيغة الجمع تنفي اللسان العربي الذي تحدثت به، ولم يبق من إحالة ل" عندنا" بصيغة الجمع سوى الامازيغ، انعم الله عليك بالغباء ، فكنت غبيا يستهزىء ممن هم أشرف منك ، لأن الامازيغي لا يرضى لنفسه بالذل من أجل شيك مالي من قناة فضائية دينية أو من جمعية سرية الاهداف او معلنتها ، بل لو قرأت يا مقرىء الهباب تاريخ وحضارة بلادك، لما تسولت بإضحاك الناس على إخوتك… ايها السروجي المسيء لدينه من حيث يعلم او لايعلم ، ترى هل في أهلية مجامع الإفتاء كلها، وفي بطون كتب الفقه والتوحيد، بل وحتى كتب العرفان والسلوك، ما يعطي لنكتتك موقعا في التدليل والتموقع داخل أتون قضايا دينية ؟ فشخصيا لا أرى لنكتتك لا علاقة بتوضيح مفهوم الهوية، ولا علاقة بالدين، فكنت طفيليا بامتياز، تسترزق وتسترزق بالنكت والفكر والدين معا ، وإلا لتواضعت واخبرت مريديك بمئات المدارس العتيقة والمزارات التي أنفق ولا يزال ينفق عليها الامازيغ الملايير دون رجاء جزاء دنيوي، ولأخبرت مريديك بقصصك الحقيقية مع التجار الذين أسأت إليهم، فهم يعلفونك شهريا بالدين ( الياء ساكنة) ، كملايين المغاربة، فمنهم من يلتزم بحقوق الناس ومنهم من يهضمها للأسف ، وبدل تكريم هذه الفئة التي لايخفى دورها في توازن أسر مغربية عديدة، انبريت تحدث الناس في بلادة ووقاحة بحكاية المرآة السخيفة .. اذا كان مثلك ممن نالوا كرسيا في البرلمان ، فنحن نطالب المؤسسة النبيلة بتبرئة ذمتها من هرطقاتك، وإذا كان الدستور المغربي يلغي ويعاقب الاستفزازات ذات المنطلق العرقي ، فالكرة اليوم أمام جمعيات المجتمع المدني، وأبناء الفئة موضوع النكتة والتجريح، لمحاسبة سروجي المغرب الذي بدل ان يمثل بلده في جهات خارجية بشكل يؤكد إسهامات المغاربة الحقيقية في الدين والفكر ( لازالت ارض الحجاز تضم رفات علماء مغاربة كبار) ، تحول الرجل الى طفيلي يحكي للخلق نكتا " بايخة" كما يقول المصريون… ترى، كم قبضت يا رجل ثمنا لمحاضرة فيها التهريج ؟ وهل استراح ضميرك الآن ؟ ….سلاما..سلاما..