بعد انتظار طويل بمدينة فجيج لم يتحقق الشيء الكثير من حق اساسي من حقوق الانسان ألا وهو الصحة رغم الوعود التي التزم بها المسؤولون، ومرور أزيد من سنة على الاحتجاجات المتكررة والمسيرات التي قام بها سكان واحة فجيج لإستيائهم من سياسة الإقصاء والتهميش. واقع الحال يقول أن معانات غالبية المواطنين مازالت مستمرة حيث يتجرعون المرارة وترتسم في أذهانهم صورة مأساوية عن واقع الصحة وعن كل ما يمكن أن ينتسب إلى الصحة والقطاع الصحي بالواحة وكأنهم يعيشون في بلد غير مغربنا الحبيب الذي يضرب به المثل في توفير المستشفيات الميدانية بإفريقيا وبدول شقيقة وصديقة، أما هذه المنطقة النائية والمنقطعة، فجيج، يكون فيها التنقل إلى بوعرفة أو وجدة أمرا واردا في كل وقت لرداءة الوضع الصحي بصفة عامة وغياب الاستجابة لأبسط حاجيات السكان في التمريض والعلاج بها، ورداءة البنية التحتية شبه المنعدمة، وغياب مختصين كما هو الحال بالنسبة لجهاز راديو الذي أسندت مهمة الإشراف عليه لموظف له مسؤوليات أخرى، إذا تغيب بعذر أو بغير عذر فان مصالح المواطنين سوف تتوقف….. بالإضافة كذلك الى الإهمال وعدم حصول المواطنين على الرعاية الصحية الملائمة، وعدم وجود الطبيب ومساعديه في أماكن عملهم التي تكون فارغة بعد الثانية عشر زوالا حيث يتم استقبال المرضى من طرف الحارس الذي يجبرهم على إيجاد أجوبة لمجموعة من الأسئلة التي ليست من اختصاصه. اما إذا تعلق الأمر بزائر من"العيار الثقيل" أو بحالة مستعصية، اتصل العبد المأمور بطريقته الخاصة بأحد الموظفين أو بالطبيب لإنقاذ الموقف، أما إذا كان مواطنا بسيطا، فيطلب منه تأجيل الزيارة إلى موعد آخر وقبل الثانية عشر زوالا. ان صبر السكان قد نفذ خاصة الفئات الفقيرة والمهمشة التي لاتتوفر على الإمكانات إذ اصبحت تعتمد على التداوي بالطرق التقليدية، وعدد كبير من الأسر هجر فجيج للاستقرار نهائيا في بعض المدن المغربية وخاصة بوجدة وأغلبيتهم من الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة (القلب، تصفية الدم، السرطان …الخ.)، والذي بقي من السكان يتجرع الويلات.
Related posts: .نيابة وزارة التربية الوطنية ببوجدور تنظم لقاء لتسليط الضوء على برنامج "مسار" يوم تواصلي تحسيي حول أهمية العلامة الجماعية للنسيج البزيوي فجيج: جمعية المشكاة تنظم حملة التبرع بالدم.