يشهد تسيير مستشفى الحسن الثاني ببوعرفة تسيبا وإهمالا لا مثيل له،وفي كل مرة تحضر حالة مستعجلة لمريض أو مريضة أو تقع حادثة سير يظهر بشكل جلي أن المسؤولين عن هذا المستشفى أو بمعنى أصح مسؤوله الأول في شخص المندوب الإقليمي للصحة لا يضطلع بمهامه بالشكل المطلوب ،نظرا لغياب أو رداءة الكثير من الخدمات والتي يفترض أن يتوفر عليها مستشفى إقليمي بدءا بعدة تخصصات طبية وانتهاء بتوفر المستشفى على سيارة إسعاف يتيمة وأخرى بديلة يقال أنها مخصصة للحالات الأكثر استعجالا.لكن ما شهده مستشفى الحسن الثاني صبيحة الأحد 30 رمضان والموافق ل 19 غشت،يجعلنا ندق ناقوس الخطر. سيدة فاجأها ألم المخاض وقام زوجها بنقلها لمستشفى الحسن الثاني على السادسة صباحا من يوم الأحد،المستشفى مقفر،وممرضة توليد وحيدة رفضت أن تولد المرأة لأن الطبيبة غائبة،والممرضة تخشى صعوبة الولادة ويكون الوضع يستدعي عملية قيصرية والطبيبة مسافرة لقضاء العيد رفقة أهلها، وطلب من الزوج أن يتم نقل زوجته لمدينة وجدة التي تبعد بحوالي 268 كلم من أجل وضع وليدها..كل هذا والزوجة المسكينة تتقطع من الألم.والطامة الأخرى أن المستشفى رفض أن يتم نقل السيدة عبر سيارة إسعاف المستشفى بدعوى أنها الوحيدة الموجودة وأنها مخصصة للحالات المستعجلة والخطيرة!!! وهل امرأة تتقطع ألما وعلى وشك الوضع ليست بحالة مستعجلة ؟؟!! كم امرأة ماتت وهي تلد ؟؟!! كم امرأة نزفت حتى الموت بعد الولادة ؟؟َ لم تجد توسلات الزوج نفعا مما حدا به لإجراء اتصالات كللت بوضع سيارة إسعاف جماعة بني كيل تحت إشارته بتدخل مباشر من قائد قيادة بني كيل، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها نقل مرضى أو ضحايا حوادث سير بسيارات إسعاف الجماعات ومستشفانا الإقليمي لا يتحرك من أجل زيادة عدد سيارات الإسعاف به.ورحلت سيارة الإسعاف صوب مدينة وجدة تحمل السيدة التي اشتد عليها الألم وشقيق زوجها والسائق فقط، دون ممرضة مرافقة!!! أربع ساعات مديدة جعل ألام المرأة المسكينة يتضاعف عشرات المرات بسبب "السوكوس" والخوف من أن تضع وليدها في الطريق أو تفقد روحها وروح من في بطنها..وبعد عناء شديد تم إيصال المرأة لمستشفى الفارابي أين وضعت مولودها بشكل طبيعي دون عملية قيصرية. بعد هذه الفضيحة التي قيل أنها وصلت للوزارة بتفاصيلها عبر أحد مسؤولي حزب الوزير ببوعرفة ،ولم تتخذ في شأنها أي قرار بسبب ما يشاع بأن الوساطة وصلت إلى غاية ديوان الوزير الوردي،سجلت "المنعطف" أهم التساؤلات والتعليقات المنتشرة بين الساكنة في إقليم بوعرفة فجيج "هل الخدمات الصحية المقدمة لساكنة المدينة تتطور أم تتراجع؟؟ وهل كلما غابت هذه الطبيبة يتم نقل نساء بوعرفة والنواحي لمدينة وجدة من أجل الوضع؟؟ وهل غياب هذه الطبيبة كان مبررا؟؟ أم أنها كانت "سالتة"؟؟ وإذا كان غيابها مبررا فكيف يتم السماح بهذا؟؟ ولم لا يتم تعويضها أثناء غيابها؟؟ ثم أين كان مندوب الصحة يومها؟؟ وهل يضطلع بدوره كما ينبغي في تسيير هذا المستشفى؟؟ وكيف يفسر لنا رداءة الخدمات بمستشفى المفروض أنه إقليمي؟؟ وإلى متى يتم نقل المرضى والجرحى إلى مدينة وجدة لتلقي علاجات وإسعافات المفروض أن يتم توفيرها في إقليم بحجم إقليم فجيج؟؟ ولماذا سيارات النقل الخاصة بالمندوب الإقليمي والموالين له والتابعة لوزارة الصحة دائما في حالة ميكانيكية جيدة في حين أن سيارة الإسعاف دائما معطلة؟ ولماذا بعض الأطباء والممرضين في المقاهي أمام المستشفى بمقهى الموظف المعروف بمندوبية الصحة ،والبعض الآخر "سالت" خارج الإقليم بدون رخصة والمواطن طوابير في الانتظار؟ ولماذا جل الحالات المستعجلة التي يتم نقلها لوجدة والتي تستدعي التدخل الفوري من المستشفى الإقليمي تموت غاليا في الطريق أو عند الوصول لوجدة؟"،وعلقت كذلك إحدى ممرضات مستشفى بوعرفة،أن"المندوب الحالي له مشاريع (تربية أغنام) يظل يتنقل في الإقليم لزيارة قطيعه وعنده حاشيته من الممرضين والأطباء ونحن المغضوب عنهم دائماً تحت وطأة القهر لدي نفرغ قهرنا علي المرضي إما بإهمالهم أو إرسالهم لوجدة لنرتاح كالزملاء من حاشية المسؤول".فرداءة الخدمات التي يقدمها مستشفى الحسن الثاني ببوعرفة وسوء التسيير والإدارة التي يتخبط فيها لا يمكن إلا أن نصنفه في خانة العبث بصحة المواطن،بل وبحياته.. جريدة "المنعطف"