استبشر سكان مدينة تاوريرت الشرقية خيرا بقدوم أول دفعة من حافلات النقل الحضري أو ما يلقبه عامة المغاربة ب "الطوبيسات" .و لطالما انتظرت الساكنة هذه المبادرة الطيبة التي لقيت استحسان الجميع ، خاصة و أن ثمن التذكرة مخفض مقارنة بباقي المدن المغربية المستفيدة و في متناول سكان تاوريرت . و على اثر انطلاق الحافلات ن أتيحت للعموم فرصة استعمال هذا النوع من وسائل النقل و لأول مرة بتاريخ مدينة تاوريرت ، و كان ذلك بشكل مجاني ، المر الذي حفز الجميع على خوض هذه التجربة الفريدة بالنسبة لهم مما ولد زوبعة دوت لها أرجاء المدينة بكافة أحياءها و شرائحها و مستوياتها الاقتصادية و الاجتماعية المتفاوتة .و قد واكب هذا الحدث جملة من التغيرات و التحولات التي طالت عددا من الجوانب أهمها الحركة الدؤوبة التي شنها المجلس البلدي لتعبيد الطرقات حتى تكون صالحة للاستعمال مع الآليات الضخمة التي حلت كضيف راق الجميع ، ماعدا سائقي سيارات الأجرة "الطاكسي" الذين استنكروا بشدة هذه الخطوة ، لعلمهم الوثيق بالضرر المادي الذي لا بد و أن يطال جانب الرواج الاقتصادي لهذه الفئة البارزة و التي لطالما احتكرت الساحة ، خاصة على مستوى الأحياء الهامشية و الشعبية و خلال أيام السوق الأسبوعية و التي تشكل فترات الذروة بالنسبة لسائقي الأجرة .و بالموازاة مع كل هذه التغيرات ، فقد اختارت الجهة المسؤولة عن هذا النشاط وقتا جد حساس لإشعار الناس بهذا الحدث و الذي جاء مضاهيا لفصل الصيف الذي تكثر فيه" الخرجات " ، و معاودة الجالية المقيمة بالخارج إلى ارض الوطن ، مما سيحقق لا محال انتعاشا كبيرا لشركة النقل الحضري و حافزا مهما لتزويد المدينة بأعداد متزايدة من الحفلات حتى تتمكن من تغطية كافة الأحياء و تصل بذلك إلى الهامشية التي يجد قاطنوها صعوبات متفاقمة في الالتحاق بمركز المدينة و من ثم التزود بخدمات المجال الحضري الذي شرعت ثغراته و جوانب النقص فيه بالاندثار في خطى ايجابية واضحة نحو الحداثة و التقدم ..