أصدرت الغرفة الجنحية العادية بالمحكمة الابتدائية بوجدة بعد زوال يوم الاثنين 06 يناير 2014 ، حكما بالبراءة في حق النقابي والمتصرف الممتاز بمستشفى الفارابي بوجدة محمد بكاوي، والذي كان متابعا من طرف النيابة العامة على خلفية تصريحه في الربورطاج الذي بثته قناة الأولى في نشرتها المسائية ليوم الجمعة 20 يناير 2012، والذي أكد فيه وقوع وفيات داخل قسم المستعجلات وداخل قسم الأطفال الخدج بمستشفى الفارابي نتيجة نقص الأوكسجين. وقد قدمت النيابة العامة خلال جلسة يوم 06 يناير 2014 طلبا إلى رئيس الجلسة لحفظ القضية، إلا أن القاضي رفض ذلك وأبى إلا أن يكمل القضية «بما يمليه عليه ضميره» – حسب تعبير محمد بكاوي- وأصدر حكمه ببراءة الأخير من التهم التي نسبت إليه. وقد استمرت هذه القضية زهاء سنتين في خمس جلسات، وعرفت تقديم تنازل وزارة الصحة عن متابعة النقابي المذكور قضائيا وإداريا، فيما قدم دفاع محمد بكاوي مجموعة من الوثائق والأدلة التي تثبت التصريح الذي أدلى به، كما قدم لائحة بمجموعة من الشهود تم استدعاؤهم عن طريق مفوض قضائي فمثل منهم 10 أشخاص أمام هيئة المحكمة في الجلستين الأخيرتين، فيما غاب المدير السابق لمستشفى الفارابي عن الحضور الأمر الذي جعل المحكمة تصدر في حقه حكما بأداء غرامة مالية قيمتها 7000 درهم. وفي تصريح له لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أفاد محمد بكاوي، المناضل الاتحادي والكاتب المحلي والجهوي للنقابة الوطنية للصحة العضو في الفدرالية الديموقراطية للشغل، بأن هذه القضية انطلقت مبهمة ونهايتها، رغم أنها كانت لصالحه، إلا أنها مبهمة أيضا، مشيرا في هذا الصدد إلى تنازل وزارة الصحة وكذا تنازل النيابة العامة، وأضاف أنه «لم يكن غرضنا من هذا الملف تسييس القضية أو إعطاؤها بعدا نقابيا كبيرا كما كان يدعي البعض» مبرزا أن الهدف كان هو إصلاح المرفق العمومي الذي يسهر على صحة المواطنين، وردع الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية ويتعاملون بتقصير ولامبالاة مع صحة المواطن، وهم الذين كان يجب أن يقفوا أمام القاضي ليحاكموا على تقصيرهم ويعاقبوا على ما اقترفوه في حق المريض المغلوب على أمره – يقول بكاوي- هذا وقد أقامت الشغيلة الصحية حفلا، مساء الخميس 23 يناير 2014، احتفالا ببراءة زميلهم محمد بكاوي، حضرته فعاليات من المجتمع المدني وأعضاء من الاتحاد المحلي للفدرالية الديمقراطية للشغل بوجدة ومن المكتب التنفيذي للمتصرفين المغاربة إلى جانب الشغيلة الصحية العاملة بمستشفى الفارابي. وتجدر الإشارة الى أن جريدة الاتحاد الاشتراكي كانت قد نشرت في عددها ليوم 20 يناير 2012 خبر وفاة 16 مريضا بمستشفى الفارابي، نتيجة انقطاع الاوكسجين الحائطي أيام 16 و17 و18 يناير 2012، تلاه ربورطاج في نفس الموضوع يوم 23 يناير ضم تصريحات لأطباء ومواطنين أكدوا الواقعة، فيما اكتفت باقي الجرائد بنشر تكذيب وزارة الصحة.