أشرف جلالة الملك محمد السادس أمس على تدشين برج شركة «اتصالات المغرب» بالرباط، وهو بناية من مستوى تقني عال تأتي لإثراء التراث المعماري للعاصمة. وجهزت هذه البناية الزجاجية الشفافة، التي ستحتضن المقر الاجتماعي ل«اتصالات المغرب»، والتي صممت لتعكس تجربة وخبرة الفاعل التاريخي للاتصالات بالمملكة المغربية، بتكنولوجيات تضمن نجاعة طاقية أفضل. وروعيت في تشييد هذه البناية الذكية، المؤلفة من 23 طابقا، والتي صممت من طرف مهندسين معماريين ومقاولات ذات صيت عالمي، مبادئ رئيسة منها اقتصاد الطاقة، والتدبير الأمثل للماء، وتأمين الجودة الحرارية والصوتية والسلامة. وسيمكن هذا البرج، الذي شيد على مساحة إجمالية قدرها خمسة هكتارات، والذي بوسعه استقبال أزيد من 800 إطار، من تجميع مصالح «اتصالات المغرب» الموزعة حتى الآن عبر عدة بنايات بمدينة الرباط، كما سيمكن من تحسين ظروف عمل المستخدمين وأداء الشركة بشكل عام. وفضلا عن المكاتب، يضم المقر الجديد ل«اتصالات المغرب» قاعة للإشراف على الشبكة الوطنية وقاعات للاجتماعات ومطعما ومتحفا للاتصالات يحتوي على مجموعة غنية من القطع المتحفية التي تعكس التطور التكنولوجي للاتصالات بالمغرب. وبجانب البرج، تم بناء قاعة للمحاضرات بشكل دائري تتسع لستمائة مقعد مخصصة لاحتضان تظاهرات متنوعة من محاضرات وحفلات موسيقية وعروض فنية وسينمائية. وباعتباره مشروعا بيئيا مسؤولا ومواطنا ورمزا للتكنولوجيا والتجديد، حاز برج «اتصالات المغرب» على جائزة تقديرية خاصة من طرف لجنة تحكيم «الجائزة الكبرى للبنايات العالية» في منتدى «إيكو بويلدينغ» بباريس. وبهذه المناسبة سلم عبد السلام أحيزون، رئيس مجلس إدارة شركة «اتصالات المغرب» للعاهل المغربي جهاز هاتف أوتوماتيكي يعود إلى بداية القرن العشرين وميدالية تذكارية تحمل صورته. كما دشن جلالة الملك محمد السادس أمس حديقة التجارب النباتية بالرباط التي خضعت لأشغال كبرى لإعادة تهيئتها. وتحتوي الحديقة، التي أحدثت سنة 1914 على مساحة إجمالية قدرها 17 هكتارا (عشرة هكتارات في عالية الحديقة وسبعة هكتارات في سافلتها)، والتي جرى إعادة تهيئتها بتعليمات ملكية، على ثروات بيولوجية ذات قيمة ثمينة، حيث تضم في المجموع أزيد من 650 نوعا من نباتات الزينة والنباتات المثمرة من أصول مختلفة: محلية، واستوائية، وشبه استوائية، وصحراوية. ويحتوي مشتل الحديقة وحده على تنوع جيني كبير يتألف من 27 صنفا موزعة على 44 نوعا.