*رمضان بنسعدون عين بني مطهر تقبع في حضن النجود العليا حتى أن البعض أصبح يصنفها عاصمتها الأبدية و في أعقاب التقسيم الإداري المعتمد من قبل الوزارة الوصية عام 1992 تم فصل عين بني مطهر إلى قسمين المركز و قروية بني مطهر ، هذه الأخيرة شهدت مستهل مارس حدثا بارزا تمثل في ندوة نوقشت خلالها قضية: "الأراضي السلالية ، تدبيرها و دورها في التنمية" التي أصبحت في صلب النقاشات المركزية و في معرض حديث أغلب المتدخلين تم التعرف على ماهية هذه الأراضي مرورا بسياقاتها عبر الحقب التاريخية و ما تشهده من مشاكل تأرق ساكنة يناهز تعدادها ما يفوق 10000 نسمة .. و قد تدارست الندوة بأن أراضي الجموع بكثير من مناطق بلادنا تعرف مشاريع إنمائية في إطار مخطط المغرب الأخضر الذي انطلقت فعالياته في السنتين الأخيرتين ، إلا أنه بحسب مهتمين لا زالت حتى الآن لم تعر الوزارة الوصية أراضي الجموع بالجهة الشرقية بالغ اهتمام كما توليها لأراضي الجموع في مناطق أخرى شملتها خريطة التحفيظ في وقت أن متناظري الندوة شددوا على أن المسألة تحتاج إلى إرادة سياسية من قبل كافة الفعاليات السياسية ببلادنا من أجل طرح قضية الأراضي السلالية على مستوى المؤسسة التشريعية بهدف صياغة قوانين جديدة عقب ظهير استعماري منذ 1919 عدل مرتين في العامين 1937 و 1956 ، إلا أن مشاكل هذه الأراضي خلفت مآسي كبيرة بالعديد من البلدات ببلادنا ما يسترعي إيجاد حلول لها من قبل وزارة الداخلية لا ترك الحبل على الغارب كما يحدث بالمنطقة الشرقية خاصة و أن الشق الجنوبي منها عرف أحداث دامية استعملت خلالها الذخيرة الحية راح ضحيتها عدة أرواح كان آخرها الحدث المروع الذي شهدته فرقة أولاد علي بن ياسين إحدى قبائل بني كيل إقليم فيجيج بمصرع شاب في مقتبل العمر على خلفية الترامي على أرضه خلال مستهل الموسم الفلاحي 2013.. و يبدو أن عقد الحضور المكثف بالندوة التي هيئت لها دعاية واسعة النطاق قد انفرط كون أن المعارضون الكثر لها بحسب مصادر مطلعة لم يستسيغوها لأن شوائب كانت تعلق بها .. و في ذات السياق لم تسلم ندوة الأراضي السلالية من انتقادات لاذعة من قبل هؤلاء المعارضين لمنظميها ، هؤلاء المحتجين سحبوا الثقة من بعض الوجوه التي وجهت لها أصابع الاتهام على حد وصف المنتقدين من أبناء الجماعة السلالية لبني مطهر كون البعض منهم يستغلون نفوذهم بغرض الهيمنة على قطاع أراضي الجموع من أجل المصلحة الذاتية الضيقة و المقيتة التي تقتل التنمية و المشاريع الإنمائية التي يمكنها أن تشمل كافة أبناء الجماعة السلالية على حد تأكيدهم كونها إذا تم إصلاحها و خدمتها توفر الأمن الغذائي و الكلإ للماشية تتم الاستفادة بطريقة جماعية تتقاسم الساكنة المنتوج الفلاحي و الزراعي ، كما أن تأمين الغذاء لا يشمل فحسب المنطقة وحدها بل كافة المناطق المغربية و لما لا التصدير إلى الخارج .. و في سياق ما شهده يوم التاسع من مارس 2013 أمام خيمة ندوة الأراضي السلالية أن المنتفضين أغلبهم مستضعفين فوق أرضهم الغنية بالثروة المائية شددوا على أن الأمر لا ينحصر في كيفية اختيار و انتخاب نائب للأراضي السلالية بجماعة بني مطهر ، بل الأمر يكمن في اليد الأمينة التي تمسك بالمسؤولية في تدبير هذه الأراضي في إطار التنمية و التعاطي مع التشاركية بشكل منصف ، و قد أوضحو بأنه آن الأوان لتحريك ملف الأراضي السلالية على واجهة قبة البرلمان بغرض وضع النقاط على الحروف من أجل تسطير أجندة بإمكانها تحديد الأولويات بشأن إتاحة الفرصة لأبناء قبيلة بني مطهر على غرار كافة الجماعات السلالية ببلادنا للانكباب على أراضيهم لخدمتها و النيل منها كون أن عين بني مطهر لديها فرشة مائية تعتبر الثانية على المستوى الإفريقي و في خضم هذا الحدث رأى الكثير من أبناء الجماعة السلالية من أن بعض منظري الندوة يظهرون نوايا و يبرزون رؤي إلا أنهم على حد وصف هؤلاء يضمرون خدع بدس السم في الدسم باعتماد أفكار أحادية الرؤية ، فووجهوا بانتفاضة احتجاجية حادة اعتبرت من أهم التحديات التي نهجها أبناء الجماعة السلالية في ظل الديمقراطية التي دعوا من خلالها إلى تبني الإنصاف بخصوص أراضيهم السلالية بصون الكرامة الإنسانية لأنها المصدر الوحيد لرزق الكثير من بني مطهر ..و قد تساءل في نهاية المطاف مهتمون ، هل يقوى المحتجون على تحقيق مكاسب بخصوص مقترحاتهم و مطالبهم ضد ما أسموهم بانتهازيي الفرص..؟؟؟