في سداد العمل بمذهب السلف لتقويم و إصلاح الخلف./حرصا على توسيع دائرة المطلعين و المطلعات على كلمة الشيخ محمد ضعيف القيمة التي ألقاها،جزاه الله خير الجزاء ،و أطال عمره في الله، على مسامع الحاضرين في حفل تكريم طلبته الناجح ، الذي نظمته يوم السبت 05 ذي القعدة 1433 ، موافق22 شتنبر 2012، جمعية التضامن للتنمية و التعاون بدوار لخلايف ،عين زهراء،جماعة السوالم الطريفية،عمالة برشيد للانتفاع و النفع بخبرة هذا العالم الجليل الشخصية، و الاعتبار بالنظام المدرسي القائم على من بين ما يقوم عليه الأخلاق قبل العلم ، الموفق، الذي يضعه، و يتتبع سيره ،و التأكد من إتيانه لثماره العلمية بنفسه ،و فضله بعون الله، و توفيقه في تعليم الناشئة الذين يختارون التتلمذ على يده، و تقويم عيوبهم ،و تحويل مكامن خللهم ،و ضعفهم و عجزهم إلى مواطن قوة، و تفوق، و تميز، و تألق بتربيتهم على ما يقومهم ،و يصلحهم، و يكرمهم، و يعزهم ،و يحميهم، و يحمون به وطنهم ،و يحفظون به أمنه، و استقراره ،و ينهضون به ،و يساهمون به في تقدمه، و ازدهاره ، من ثوابت الأمة و مقدساتها الشريفة ؛ أنشرها سائلا المولى عز و جل حسن الجزاء على هذا العمل الصالح .هذا و ٍأصلي و أسلم على من يصلي عليه الله و ملائكته ،خاتم النبيين ،و المصدق بهم ،و المتمم لما أوتوه من مكارم الأخلاق ،و المبعوث رحمة للناس كافة لا فرق بين عربيهم، و عجميهم ،و أبيضهم ، و أسودهم ،و غنيهم، و فقيرهم ،محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم،و جزى الله خيرا المحسنين و المحسنات أي كانوا، و حيث كانوا ،و منهم المسؤولين و المسؤولات على المنابر الدالة على الخير و الداعية له، و كل المتعاونين و المتعاونات معهم ، من بعيد أو قريب .إنه سميع بصير مجيب .آمين .و الحمد لله رب العالمين. بسم الله الرحمان الرحيم لخلايف ،عين زهراء،جماعة السوالم الطريفية،عمالة برشيد ،في يوم السبت 05 ذي القعدة1433 موافق22 شتنبر 2012 إن الحمد لله نحمده، و نستعينه، و نستغفره، و نتوب إليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ،و من يضلل فلا هادي له ،و أشهد أن لا إله إلا الله ،وحده لا شريك له ،و أشهد أن سيدنا محمدا ،عبده و رسوله ،أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون،صلى الله و سلم عليه و على آله و أصحابه ،و الرضى عن أتباعه، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. و بعد ؛أيها الإخوة الحاضرون: نحييكم و نشكركم على تلبية الدعوة لهذا الحفل المبارك السعيد،حفل تكريم لطلبة حفظة القرآن الكريم ،الذين أكرمهم الله بهذه النعمة العظيمة حيث تخرجوا من هذا الكتاب على يد شيخهم و مدرسهم محمد ضعيف،و ذلك من بداية سنة 2004 إلى سنة 2012 ،كما حفظ إخوانهم من الطلبة الذين سبقوهم على يد الشيخ المذكور بتاريخ سنة 1998 إلى 2001، و بعد هذا الفوج تخرج فوج ثالث من تاريخ 2001 إلى 2004 على يد السيخ المذكور كذلك ،و كان عددهم 40 طالبا من مختلف المدن و القرى، جمعهم الله لحفظ كتابه على يد شيخ واحد ،و لهذا نحييكم تحية قرآنية ،تحية من عند الله مباركة طيبة .كما نرحب بكم في هذا اللقاء الأخوي القرآني .و قبل أن أبدأ كلمتي هذه، نرفع ولاءنا و إخلاصنا و تحياتنا القرآنية العطرة إلى والي أمرنا، حامي الملة ،و الدين في هذا البلد العزيز ،جلالة الملك محمد السادس ،أعز الله أمره ،و سدد خطاه ،و نصره على أعداء الله و اعدائه ،و أيده لكل خير بالتوفيق ،وأن يجعل القرآن العظيم له خير رفيق .إنه سميع مجيب. أيها الإخوة و الإخوان الكرام . إن عملنا في هذا الكتاب الذي تشاهدونه أمامكم هو تعليم كتاب الله ،و تحفيظه لأبنائنا ،أولا، مع إضافة بعض المتون ،و المواد التي ترتبط بالقرآن، و التي هي ضرورية لحافظ كتاب الله ،و ذلك مثل مادة التجويد التي نأخذها من منظومة الشيخ ابن بري رحمه الله ،و منظومة الشيخ الحمزوري رحمه الله، ثم بعد ذلك منظومة الإمام الشاطبي رحمه الله.كما نلزم الطالب بحفظ منظومة الشيخ ابن عاشر رحمه الله ليكون على بينة من معرفة الأحكام الفقهية الضرورية ،و عقيدة التوحيد الأساسية ،كما يدرس الطالب مادة النحو من منظومة الأجرومية للشيخ العمريطي ،و منظومة ملحة الإعراب للشيخ الحريري رحمه الله .كما يدرس الطالب بعض مواضيع السيرة النبوية من قصيدة الهمزية للشاعر البوصيري رحمه الله، و ذلك ليعرف حياة الرسول صلى الله عليه و سلم، و مكانته ،و أنه من بين الأسئلة التي تطرح على العبد في قبره كما اخبرنا به هو صلى الله عليه ،و سلم ،و على آله بحيث يقول ما معناه أن كل إنسان مات، و أدخل قبره فإنه يأتيه ملكان صوتهما كالرعد القاصف، و بصرهما كالبرق الخاطف فيسألانه أسئلة ثلاثة :من ربك؟ و ما دينك ؟ و ماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ و الجواب هنا يختلف باختلاف المسؤول.فمن ثبته الله أجاب جواب السعداء ، و فاز ،و من لم يثبته الله فلا يلومن إلا نفسه . أيها الإخوة الحاضرون . إن الداعي لهذا العمل و إنشاء هذا الكتاب القرآني و غيره من الكتاتيب الأخرى أولا:ما نراه من فساد أخلاق أبنائنا ،و ذلك ببعدهم عن كتاب الله ،و جهلهم له بل أدى بهم هذا إلى جهل خالقهم ،و جهل نبيهم، و جهل عقيدتهم حتى أصبحنا نسمع منهم من سب الدين و الرب ،و بعضهم شتم الرسول و أزواج الرسول و صحابة الرسول، و هؤلاء يدعون حب الرسول. و كان من نتيجة هذا أن وفق الله بعض المحسنين الغيورين على هذا البلد ،و على كتاب الله، و على سنة رسول الله لإنشاء هذا الكتاب، و غيرهم ،و على رأس هؤلاء المحسنين الآمر الأول ،و الداعي الأول، جلالة الملك محمد السادس أطال الله عمره في هذا العمل ،حيث دعا جلالته ،منذ توليته عرش أسلافه الكرام على هذا الوطن العزيز إلى إصلاح الشأن الديني، و التمسك بالثوابت الدينية في هذا الوطن ،فشجع القرآن و أهله ،و هو يخصص جوائز للحفاظ من أبنائنا ،و يحض على معرفة، و تعليم ثوابتنا، التي لا تقبل التغيير، و لا التهجم ،و التي صرح بها جلالته في كثير من خطاباته لشعبه ،و هي الالتزام بالمذهب المالكي و العقيدة الأشعرية ،و التصوف السني . نعم إنها ثوابت حقا ،و وضوابط صدقا ،و أمن و أمان لأبنائنا ،و وطننا من الفتن الفكرية، و الزلازل العقيدية، التي وقع فيها كثير من الناس ،و الواقع أكبر شاهد،و كأن جلالته أدرك بثاقب فكره، و سداد خطاه كلمة الإمام مالك التي قالها منذ عشرة قرون ،ألا و هي: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، إن صلاح أمة الإسلام على الخصوص، و صلاح الأمم كلها على العموم هو حفظ كتاب الله ،و العمل بما جاء به هو أساس الثوابت كلها ،و ما أخذت هذه الثوابت إلا منه . و هذا ما عاش عليه آباؤنا و أجدادنا، منذ أن عرفوا الإسلام .فكان اهتمامهم، و همهم هو حفظ كتاب الله قراءة، و دراسة ،و تنافسوا في ذلك مدنا وقرى، كما تنافس في ذلك الملوك الصالحون، و الحكام المصلحون الذين تعاقبوا على هذا البلد ،و لا زلنا نسمع ،و نرى الزوايا، و المدارس القرآنية التي بناها الأجداد ، و الاباء، و ما يتخرج منها من حفاظ لكتاب الله ،و إن دل هذا على شيء ؛فإنما يدل على تعلق آباء مغربنا بحب كتاب الله ،و كمال العناية به , و كم كانت العناية به، و كم كانت عناية القبائل المغربية بتعليم كتاب الله، و تعلمه ،و كانوا يحفظون كتاب الله رجالا، و نساء يحفظونه قراءة ،و رسما و رواية حتى عرف المغرب بين البلدان الشرقية بالدولة القرآنية ، و كان النساء يحفظن كتاب الله، و يعلمنه لأبنائهن، و أسرهن في بيوتنهن، و كم من شاب أخذ القرآن عن أمه أو أخته، أو خالته ؛ بل كان النساء يشاركن حتى في العلوم الشرعية، و علوم الحديث و اللغة و غير ذلك و على سبيل المثال قرأنا في التاريخ أن امرأة في قبيلة العونات إحدى قبائل دكالة كانت تحفظ كتاب الموطأ للإمام مالك ،و كتبت شرحه للشيخ الزرقاني بخط يدها، و لا زال محفوظا إلى الآن، و تسمى هذه المرأة فاطمة التونسية من الزاوية التونسية بقبيلة العونات بدكالة. ايها الإخوة و الإخوان. إن هذا التعلق ،و هذا الحب لكتاب الله في قلوب المغاربة هو الذي جعل، و لا شك بلدنا تعيش سالمة من الفتن ،و محفوظة بحفظ كتاب الله ،و تلاوته في كل مكان ،و لعل هذا الحفظ من إشارة القرآن في قوله تعالى :إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون . و كيف يشك مسلم في أن من يحفظ كتاب الله تلاوة ،و عملا، و تطبيقا لا يحفظه الله . و قد لمسنا هذا و عشناه ،و إني اذكركم بإحدى بركات هذا الكتاب على بلدنا العزيز، و على سبيل المثال :في عهد الملك الراحل الحسن الثاني أكرم الله مثواه، و يوم طرح ملف صحرائنا المغتصبة في المحكمة الدولية؛ حيث كان الملك؛ كلما أراد أن يسافر لبحث ذلك الملف ؛كان يصدر أمره إلى أئمة المساجد بمدينة مراكش، و غيرها ليجمعوا حملة كتاب الله في المساجد لتلاوة كتاب الله من الساعة الثامنة صباحا إلى قرب الزوال داعين الله عز و جل بهذه التلاوة بأن ينصرنا على الظالمين، و أن يأخذ حقنا من الغاصبين، و يحرر ذلك الجزء من وطننا من يد المستعمرين،فاستجاب الله سبحانه و تعالى، و لم يخيب رجاءنا فحكم بما حكم به لصالحنا،ثم لما أراد الملك الراحل أن يدخل بنا إلى الصحراء ابتكر فكرة المسيرة الخضراء ،فكانت مسيرة شعبية سجلها التاريخ للعالم ،و هذا بإلهام من الله أولا؛ و ببركة كتاب الله ثانيا؛ و انطلقت المسيرة الشعبية المغربية يغمرها الفرح ،و السرور لا تحمل بندقية، و لا مسدسا ،و لا تركب دبابة، و لا طائرة حربية ،انطلقت إلى أرضها المغصوبة المحبوبة ،فدخلوها آمنين سالمين،مشاة ،و راكبين، يرفعون أصواتهم بالتكبير، و التهليل، رافعين المصاحف القرآنية، و هم يلهجون به افتخارا، و انتصارا. ثم جاء بعد ذلك جلالة الملك محمد السادس، فأكمل المسيرة القرآنية، فأولاها عنايته الخاصة، فأنشأ قناة خاصة للقرآن الكريم ،و طبع المصحف المحمدي. كما خصص جوائز للكتاتيب القرآنية، و القائمين عليها ، و قد تشرف المشرف على هذا الكتاب بالجائزة المولوية ،و هي جوائز تدل على وسام الرضى من جلالته على هذا العمل أعز الله أمره , أيها الإخوة. إن هذا الكتاب قد شيد في سنة 2004، و بدأ فيه العمل إلى يومنا هذا ،و نال المشرف عليه الجائزة المولوية سنة 2009 ،و هو الآن معلمة لنا ،و لأبنائنا، كما ترونه بحمد الله و توفيقه. و لا ننسى أن نتوجه إلى الله بالدعاء ،و الشكر لأولئك المحسنين الذين ساهموا، و لا زالوا يساهمون في هذا العمل الوطني الكريم، و في مقدمتهم رجال السلطة المحلية ،و المجلس العلمي، و المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف، فجزاهم الله خير الجزاء، و كتب لهم ثواب هذا العمل في صحائف حسناتهم ،و أصلح الله أحوالهم، و أبناءهم. ثم نشكر و ندعو الله عز وجل لأؤلئك المحسنين السابقين الذين بنوا هذا الكتاب بجزء من أموالهم، و أن يبارك لهم في أموالهم، و أن يصلح بهذه النفقة أحوالهم و يشفي مرضاهم، و يرحم موتاهم ،و يفرج كربهم، و الله سبحانه ،و تعالى نقرأ في كتابه، أنه كلما ذكر عملا خيرا للناس؛ إلا و يمدح السابقين الأولين إلى هذا العمل . قال تعالى :و السابقون السابقون 12 أؤلئك المقربون 13 في جنات النعيم 14 ثلة من الأولين 15 و قليل من الآخرين 16 على سرر موضونة 17 متكئين عليها متقابلين 18 يطوف عليهم ولدان مخلدون 19 بأكواب و اباريق 20 و كأس من معين 21 لا يصدعون عنها و لا ينزفون 22 و فاكهة مما يتخيرون 23 و لحم طير مما يشتهون 24 و حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون 25 جزاء بما كانوا يعملون 26 لا يسمعون فيها لغوا و لا تأثيما 27 إلا قيلا سلاما سلاما 28 الواقعة .
و قال عز وجل :و السلبقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه و أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 101 التوبة. كما نشكركم و ندعو الله عز وجل للجمعية التي سهرت على هذا العمل بكل صدق، و إخلاص، و صبر حتى شيد هذا الكتاب على الشكل الذي ترونه . كما نتوجه إلى الله بالدعاء بالرحمة و المغفرة للمساهم الأول، و هو الفقيه السيد الحاج أبو شعيب السالمي، الذي هو أحد سكان هذه القرية، و الذي ساهم بالتبرع بالبقعة الأرضية التي بني بها هذا المسجد و الكتاب كما ترونهما أمامكم. و اعترافا لهذا الرجل بهذا الجميل و الفضل، وقع الاختيار من الجمعية، و من سكان القرية من عائلته أن يكتب اسمه على هذا الكتاب فكان اسمه كتاب أبي شعيب السالمي. كما نشكر و ندعو الله عز وجل أن يجازي المحسنين الذين كانوا و لا يزالون يساهمون في تمويل هؤلاء الطلبة اليتامى و الفقراء منهم ،و ذلك بمساعدتهم بالمواد الغذائية من سكر و زيت و غير ذلك،و أن عدد هؤلاء الطلبة يتراوح ما بين مائة إلى مائة و عشرين كلهم مستقرون هنا معتكفون على حفظ كتاب الله، و سنقدم لكم نخبة منهم أمامكم . و ختاما أيها الإخوة يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :خيركم من تعلم القرآن و علمه . في هذا الحديث النبوي الكريم دعوة ابنائنا إلى تعلم كتاب الله، و دعوة إلى الذين يحفطون هذا القرآن بأن يعلموه لأبناء المسلمين كما علمهم الله من فضله. كما أنه فيه إشارة إلى أن النفقة على المعلم و المتعلم لكتاب الله هي من أعظم النفقات أجرا و ثوابا لأنها نفقة على كتاب الله.