محمد المستاري- الرباط / شهدت العاصمة الرباط، يوم الخميس 19 يناير الجاري، اجتماع ومسيرة التنسيقيات الوطنية للأطر المعطلة العليا والمجازة كافة، وذلك احتجاجا تضامنيا ندد بإحراق الذوات الذي ذهبت ضحيته يوم الأربعاء 18 يناير الجاري، أربعة أطر عليا، تنتمي إلى مجموعة الأطر العليا المقصية من محضر 20 يوليوز، باعتباره نتيجة ترتبت عن التجاهل الحكومي بخصوص تدبير ملفهم المطلبي. وحسب ما أكده عدد كثير من الأطر المقصية، التي أقبل منها أربع أطر على إحراق ذواتهم، أن ذلك جاء بعد استيائهم وكرد فعل عل مجموعة من الأسباب كانت وراء تأثرهم إلى ذلك الحد، حيث صرحوا بمنع قوات الأمن أصدقاءهم من وصول الإمدادات التي كانت تمدها لهم من خارج المقتحم. حيث تسبب ذلك في وقوع إغماءات عدة، كثيرا ما استدعت تدخل الإسعافات. وبالإضافة إلى ذلك، صرحت الأطر العليا المقصية من محضر 20 يوليوز، بحضور عبد الإله بنكيران، الذي دعاهم للانتظار إلى بعد التصريح الحكومي وبعدها سيفتح معهم حوارا، لكن ذات الأطر العليا ردت عنه باستنفاد الهدنة التي منحوها حتى تشكيل الحكومة، وبأنها لم تعد تطيق أو تصدق الأقاويل حيث تريد الأشياء كتابية، فأجابها بنكيران: "إقامة سعيدة" قبل أن يرحل، وهو من ضمن الأسباب التي جعلت الأطر تزيد من استيائها بالإضافة إلى تدخل أمني عنيف. فكل هذه الأسباب، وأخرى تتمثل في الإحباط والاستياء والتجاهل، تقول الأطر العليا المعطلة المقصية من محضر 20 يوليوز، دفعت بأصدقائهم المرابطين الأربعة إلى إحراق ذواتهم. وعلى إثر هذه الأحداث المؤلمة التي جرت وقائعها مساء يوم الأربعاء 18 يناير الجاري، والتي انتشرت منها صور وفيديوهات بشكل واسع عبر المواقع الاجتماعية "الفيس بوك"، و"التوتير"، و"اليوتوب"، توافدت آلاف من الأطر المجازة والعليا من مختلف المدن إلى الرباط للتضامن مع الأطر المحترقة، والتنديد بسياسة التجاهل لملفات المعطلين المتمثلة في المطالبة بالحق في الشغل. حيث امتلأت ساحة البريد عن آخرها بالتنسيقيات الوطنية المعطلة وهي مرتدية أقمصة التعطيل. قبل أن توجهوا كافة في مسيرة "حاشدة" نحو ملحقة التربية الوطنية مرددين خلالها عددا من الشعارات من بينها: "الإطار مشا محروق والنظام هو المسؤول"، "من أجلنا حرقوا.. من أجلهم نناضل"، "بنكيران يا حقير... ر عاقت بك الجماهير"، "بديتيها يا بنكيران والقمع والحرق في كل لمكان"، وغيرها من الشعارات... هذا وألقى مختلف ممثلي التنسيقيات المعطلة كلماتهم، حيث نددوا من خلالها بالتعنيف الهمجي لقوات الأمن في حقهم الاحتجاجي والنضالي باعتباره مشروعا، بالإضافة إلى التنديد بسياسة الحكومة المتجاهلة والمتماطلة. كما أكدوا على تشبثهم بمبادئ النضال والصمود إلى أن يتم تحقيق مطلبهم المتمثل في الإدماج الفوري والمباشر بقطاع الوظيفة العمومية. وتوجت مسيرة تنسيقيات المعطلين كافة التي تمت في ظروف سلمية بمسيرة "حاشدة" نحو البرلمان، غير أنها عرفت إنزالا أمنيا مكثفا، إذ تم منع المشاركين فيها من ولوج مقر البرلمان الذي اكتفوا بالوقوف في بهوه وترديد الشعارات المنددة بالتماطل وتحمل المسؤولية في إحراق ذوات المعطلين. كما أكدت على الدخول في أشكال نضالية أكثر تصعيدا...