قال الخبير الاقتصادي المغربي ادريس بن علي ان تحقيق اسلاميي حزب العدالة والتنمية الذين وصلوا الى السلطة في المملكة المغربية، وعودهم الاقتصادية سيكون امراً بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيلاً. وقال بن علي إن "ما يقترحه حزب العدالة والتنمية هو زيادة نسبة النمو الى 7 بالمئة وخفض عجز الميزانية الى 3 بالمئة وخفض البطالة. وتحقيق ذلك في العامين القادمين يبدو صعباً بل غير قابل للتحقق".وأوضح "بحسب صندوق النقد الدولي فان المغرب سيشهد في افضل الاحوال نمواً بنسبة 4 الى 4.5 بالمئة". وأضاف "اوروبا اول شريك اقتصادي للمغرب، تدخل في ازمة عميقة. والموارد الرئيسية الثلاثة التي سمحت للمغرب بتحقيق نمو سريع في السنوات الاخيرة هي تحويلات المهاجرين وعائدات السياحة والاستثمارات الاجنبية المباشرة. وسيكون هناك بالتاكيد تراجع في هذه المجالات". ورداً على سؤال حول قلق المستثمرين الاجانب من فوز الإسلاميين قال بن علي "اعتقد انه لا يوجد سبب للقلق؛ ففي المستوى الاقتصادي من الواضح جداً انه ما من شيء يؤاخذ عليه حزب العدالة والتنمية. انه يبقي على الخط الليبرالي والانفتاح على السوق العالمي وضمان الاستثمارات الاجنبية. ولا يوجد في برنامجه لا تأميم ولا عودة قوية للدولة للهيمنة على الاقتصاد، لا شيء من ذلك. وفي هذا المستوى لا يوجد اي مجال للقلق". ويؤكد بن علي أن حزب العدالة والتنمية "يدرك تماماً ان السياحة تشكل قطاعاً هاماً في المغرب (14 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي في 2010) وشهدت استثمارات ضخمة واوجدت الكثير من فرص العمل. وانا على يقين بانه لن يغير شيئاً يذكر في هذا الصدد. على العكس سيسعى الى تنمية قطاع السياحة". وحول التحديات الاجتماعية الكبرى كالفقر والفساد التي يقول حزب العدالة والتنمية انه سيكافحهما أكد أن مشروع الإسلاميين لتنمية الطبقة الوسطى "مشروع واسع جداً ولا اعرف كيف سيفعلون لتحقيقه".وأضاف "وفي مستوى الفساد، من يكون في موقف قوة داخل الدولة يريد (عادة) الافادة من ذلك. والاقتصاد المغربي يحفل بالتراخيص وبالامتيازات الممنوحة لاناس مقربين من السلطة. وهذا يتراوح من ترخيص للصيد الى رخصة سيارة اجرة او ترخيص لبيع الخمر، وهذا هو الاقتصاد الريعي القائم على اناس لا يساهمون في احداث قيمة مضافة لكنهم يتمتعون بمداخيل. وهذا امر يجب وضع حد له".وتابع "هناك مخاطر من التسبب في خيبة امل. وهذا امر قائم وحقيقي واعتقد ان قيادات حزب العدالة والتنمية يدركون ذلك وهم يعرفون انه بعد نجاحهم في تسويق خطابهم بين الاهالي، فان الجميع يقفون لهم بالمرصاد".