بعد غياب دام 30 سنة عاد فن ' الحلقة ' بوجدة ، على إثر افتتاح ساحة باب سيدي عبد الوهاب التاريخية ، فضاءها للتنشيط الثقافي في الثالث من ماي من العام الماضي ، من خلال تقديم عروض في فنون ' الحلقة ' والفرجة الشعبية، وذلك بعد إعادة تهيئتها في إطار إعادة تأهيل وترميم المدينة القديمة، لتكون مركز جذب وقطب حيوي متميز يساهم في التنمية الاقتصادية والسياحية والثقافية للمنطقة ، كما هو الشأن بالنسبة لجامع الفنا بمراكش . فإذا كانت أهداف " الحلقة " المعلنة ، حسب نظام الساحة وقانونها الخاص ، المتمثلة في رد الاعتبار لفن « الحلقة » من خلال إحياء تقاليد مغربية بالمدينة العتيقة ومنح الفرجة والتربية على الأخلاق الحسنة واستخلاص العبر والحكم كما عرف بها الأوائل ، فقد أصبح عند بعض منشطيها همهم الوحيد اختلاق قصص تحمل مضامين جنسية فاضحة لجذب المارة والنصب والاحتيال بمشاهد البكاء والنواح والادعاء بالإصابة بالأمراض الخطيرة والقاتلة وغير ذلك، لاستعطاف المتحلقين حول الحلقة ، ناهيك عن المحاولات المتكررة لاقتحام الساحة من طرف من يدعون انتماءهم لفن « الحلقة »، كان آخرها اقتحام أحدهم ساحة سيدي عبد الوهاب وهو في حالة سكر طافح والتلفظ بكلام نابٍ في حق المنشطين ، قبل إشعار السلطات المحلية واقتياده إلى مركز الشرطة ، فضلا عن مظاهر الفوضى التي أضحت تعرفها الساحة واحتلال الملك العمومي ، مما دفع التجار لمناشدة والي الجهة الشرقية ، من أجل التدخل لوضع حد لهذه الفوضى قبل أن تتحول إلى أمر واقع ، وهذا يتطلب تدخلا عاجلا وصارما من طرف السلطات لوضع حد لهذا العبث قبل استفحال الظاهرة . وتجدر الإشارة إلى أن غلافا ماليا إجماليا قدره 150 مليون درهم ، رصد للحفاظ على معلمة " باب سيدي عبد الوهاب " لاعتبارها علامة دالة على تاريخ معماري متعدد الأوجه ، ومنطقة حضرية توجد في قلب النشاط التجاري . كما تم تفعيل برنامج لإعادة تهيئة الطرق المؤدية إليها ، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 43 مليون درهم ، تهيئة سبعة شوارع وساحة « المغرب » .