في بادرة كان سكان وجدة ينتظرونها منذ أكثر من 30 سنة على إعدامها، فتحت ساحة باب سيدي عبد الوهاب التاريخية بوجدة العتيقة فضاءها، بعد ظهر السبت 03 ماي 2014، أمام عروض في فنون الحلقة والفرجة، على غرار ساحة جامع "الفنا" بمراكش، كما كان ذلك في السابق من تاريخها، وذلك بعد إعادة تهيئتها في إطار محور "إعادة تهيئة المدينة القديمة". واعتبر الوجديون تنشيط ساحة باب سيدي عبد الوهاب يندرج في إطار ردّ الاعتبار إلى فنون الحلقة وروادها، وإعطاء الساحة المكانة التي تستحقها باعتبارها معلمة تاريخية بارزة من معالم المدينة كانت منذ عقود خلت فضاء لفن الحلقة، الذي يعتبر فنا مغربيا يستمد مقوماته الفنية من الفرجة الشعبية التقليدية ومن مكونات مختلفة كالموسيقى والرقص والمسرح وفن الكلام وغيرها، ويعكس التنوع الثقافي والتراكم الفني التاريخي الذي تزخر به الثقافة المغربية. لكن يبدو أن بعض رواد الحلقة ومنشطيها انحرفوا عن هذه الأهداف التراثية والثقافية والتربوية، رغم وجود إدارة رسمية يرأسها باشا المدينة تفرض نظاما لها وجمعية فنون الحلقة بالجهة الشرقية تسهر على تسييرها بهدف تطويرها. يحاول أحد المحسوبين على هذا الحقل السيطرة على الساحة لفرض نظامه الخاص بحيث قام مساء الأربعاء 21 يناير 2015، باقتحام (ليس لأول مرة ورغم الشكايات ضده) حلقة وكال من السبّ والشتم لمنشطيها أمام الملأ، كما طعن في وطنية أحد المغاربة المطرودين من الجزائر والذي تقدم بشكاية للمحكمة في الموضوع. وسبق محسوب آخر على هذا الفن "حلقة" أن اقتحم حلقة، خلال الأسبوع نفسه، وهو في حالة سكر طافح وتلفظ بكلام ناب في حقّ المنشطين أمام المواطنين، قبل أن يتم إشعار السلطة المحلية حيث قام فرد من القوات المساعدة وشيخ باقتياده إلى مركز الشرطة، ليطلق سراحه بعد استجدائه للعفو من الضحايا. أحد المهتمين ذكر بأهداف "الحلقة"، حسب نظام الساحة وقانونها الخاص، المتمثلة في إحياء تقاليد مغربية بالمدن العتيقة ومنح الفرجة والتربية على الأخلاق الحسنة كما عرف بها الأوائل، خلافا لما أصبح عليه الوضع الآن، عند البعض القليل المعروف، من اختلاق قصص تحمل مضامين جنسية أقرب إلى "البورنو" والتشهير والنصب والاحتيال بمشاهد البكاء والنواح والادعاء بالإصابة بالأمراض القاتلة والغريبة والطرد من البيوت واللجوء إلى الشارع وغير ذلك من "السيناريوهات" لاستدرار عطف وشفقة رواد الحلقة، مما يتطلب تدخلا عاجلا وصارما من طرف السلطات لوضع حدّ لهذا العبث قبل استفحال الظاهرة وتتجاوزها. يذكر أن غلافا ماليا إجماليا قدره 150 مليون درهم، رصد للحفاظ على معلمة "باب سيدي عبد الوهاب" لاعتبارها علامة دالة على تاريخ معماري متعدد الأوجه، والتي تشكل في نفس الآن موروثا تاريخيا وثقافيا وتراثيا، ومنطقة حضرية توجد في قلب النشاط التجاري. ولضمان استدامتها وإشعاعها، تم تفعيل برنامج لإعادة تهيئة الطرق المؤدية إليها، حيث همّ هذا البرنامج، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 43 مليون درهم، تهيئة سبعة شوارع وساحة "المغرب".